يعيش العديد من البيضاويين، خصوصا القاطنين في الأحياء الصفيحية والمناطق الهشة، والمكترين لغرف بالمدينة القديمة، ظروفا قاسية، خاصة في ظل استمرار فرض السلطات الحكومية إجراءها القاضي بإغلاق الحمامات في إطار مواجهة انتشار فيروس كورونا. ووجد العديد من قاطني هذه المناطق، لاسيما مع انخفاظ درجات الحرارة، أنفسهم غير قادرين على الاستحمام داخل المراحيض الضيقة التي يقضون فيها حاجتهم، وهو ما بات يستوجب بحسبهم فتح الحمامات بالدارالبيضاء للتخفيف من معاناتهم. وأوضح مواطنون في "تدوينات" بمواقع التواصل الاجتماعي أنهم يعيشون وضعا صعبا يجعلهم يغامرون بصحتهم عند الاستحمام في هذه الظروف، ما قد يعرضهم للإصابة بنزلات البرد، وبالتالي إمكانية الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وكتب مدون بموقع للتواصل في نداء للحكومة: "كاينين أسر لقاو صعوبات كبيرة باش يغسلو فالدار هوما وولادهم، خصوصا مع هاد البرد.. راه كاينين ناس شهر مغسلوش، معندهومش السخان فالمحل لي ساكنين فيه..وكاين منهم غير لي كاري بيت مع الجيران، حلو الحمامات الله يجازيكم بخير..راه كلشي مضرور من قرار الإغلاق"، مشيرا إلى أن "الزحام لي موجود في القساريات والمطاعم أكثر بكثير من الحمامات". وعلقت امرأة متضررة على استمرار إغلاق الحمامات بالدارالبيضاء والمناطق المجاورة لها، مقابل فتحها في مدن أخرى قائلة: "والله حتى تكرفصنا، مكتقدرش تعوم فالدار وفهذ الكز، علاش فمدن أخرى الحمامات مفتوحين واحنا لا، راه الناس مكرفصة". وشدد بيضاويون في تعليقاتهم على هذا الوضع على أن تبريرات الحكومة والسلطات بولاية جهة الدارالبيضاءسطات غير مقبولة، على اعتبار أن الأسواق التجارية الكبرى تشهد ازدحاما كبيرا بشكل يومي. وعلق مواطن في هذا الصدد بالقول: "الأسواق تتشهد ازدحاما كبيرا، والحمام سادينو وبنادم هلكو البرد..حلو الحماحم راه لا كان عندكم انتما حمام فالدار راه كاين لي باقي تيسخن غير مقراج". ويشتكي أصحاب الحمامات التقليدية بالدارالبيضاء بدورهم من استمرار فرض السلطات إغلاق محالّهم منذ أشهر، ما خلف أزمة مالية كبيرة للعديد منهم، كما خلف أضرارا للمستخدمين نساء ورجالا. ويطالب إصحاب الحمامات التقليدية السلطات الحكومية وولاية الجهة بالإسراع في الترخيص لهم بفتح محالهم، لإنهاء الأزمة التي يتخبطون فيها منذ شهور، وكذا لفتح المجال أمام المواطنين من الطبقة المتوسطة والفقيرة للاستحمام في هذا البرد. وكانت الحكومة المغربية قررت اتخاذ مجموعة من التدابير الاحترازية على مستوى الدارالبيضاء الكبرى لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وضمنها إغلاق الحمامات وقاعات الرياضة ومنع التجمعات.