من "التّشكيك" والتّوجس إلى البحث عن إجماعٍ سياسيّ ومدنيّ بشأن فعالية اللّقاح الصّيني الذي ما زالَ ينتظر الضّوء الأخضر ليستقرّ في أجساد المغاربة، حيث يقود سياسيون ينتمون إلى أحزاب معارضة وأخرى موجودة في الحكومة حملات "تواصلية" افتراضية وميدانية من أجل إنجاح عملية "التّطعيم" ضد "كورونا". وترك مصطفى الشّناوي، البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، كلّ الخلافات مع الحكومة جانباً، لينخرط هو الآخر في الحملة الوطنية لدعم اللّقاح الصّيني وتأكيد فعاليته، مشجّعا المغاربة على أخذ عيّنات من هذا اللّقاح؛ لأنه "لا يمكن للدّولة أن تزجّ بالأطر الصحية ونساء ورجال التعليم والسلطات المحلية وقوات الأمن في الهاوية بحقنهم باللقاح ضد "كوفيد 19"". ويبدو أنّ رهان الدّولة حالياً هو إنجاح عملية التّطعيم ضدّ "كورونا" التي سيشارك في تنظيمها لوجيستيكياً كلّ حساسيات المجتمع، سواء المدنية منها والعسكرية. ولا يُعرف تاريخ انطلاق عمليات التّلقيح في المغرب، بحيث لم تكشف وزارة الصّحة عن موعد محدّد لبدء هذه العملية. وتقود الحكومة المغربية، بمعية وزارة الصحة، حملات تواصلية "مكثفة" لإقناع المغاربة بجدوى اللقاح الصيني وفعاليته من أجل الحد من انتشار فيروس "كورونا"؛ بينما يصر مواطنون كثر على التشكيك في مصداقية الخطاب الرسمي، إذ ينظرون إلى عملية التطعيم برمّتها بنوع من الريبة. ومعلوم أن التلقيح سيهم في البداية أساسا الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية (أطر صحية وأمنية وتعليمية)، على أن تعطى الأولوية أيضا للمصابين بأمراض مزمنة، والذين يعانون هشاشة صحية؛ بينما سيتم تعميمه في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 44 سنة، ثم يعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية. وتعمل الحكومة جاهدة لطمأنة الرّأي العام المغربي بخصوص حملة التلقيح، بعد انتشار خطابات التشكيك خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكّدة أنّ اللقاح "بين أياد أمينة حريصة على أمن وصحة وسلامة المواطنين"، داعية إلى "التحلي بالحيطة والحذر من انتشار عدد من الأخبار الزائفة مجهولة المصدر". وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن هذه الأخيرة تنسق مع "منظمة الصحة العالمية في هذا المجال والتي اختارت عددا من اللقاحات المنتجة عبر العالم، لتكون ضمن برنامجها كوفاكس لإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي بشكل منصف". ويستخدم اللقاح، الذي اختاره المغرب، تقنية "الفيروس المعطّل" التي استخدمت في لقاحات أخرى، وتؤدي إلى استجابة الأجسام المضادة، حيث تعتمد على أخذ عينة من فيروس "سارس كوف-2"، تُعزل من مريض، فيتم قتلها باستعمال بعض المواد الكيميائية، ثم تُمزج بمادة مساعدة تساهم في تعزيز الاستجابات المناعية للجسم.