تزامنت التساقطات الثلجية، التي تعرفها جبال الأطلس الكبير، وخاصة منطقة أوكايمدين، مع العطلة المدرسية التي انطلقت، الأحد، مما جعل الإقبال على هذا المنتجع السياحي بإقليمالحوز كبيرا من قبل المواطنين. ولأن هذه التساقطات، التي تأخرت كثيرا عن هذه القمم، تأتي في ظل الجائحة، التي فرضت تدابير صحية خاصة، لمواجهة وباء "كوفيد- 19"، فإن سكان جماعة أوكايمدن كلهم أمل في وصول وفود السياحة الداخلية. وبسبب الرغبة في الترويح عن النفس في ظل الجائحة، وحاجة سكان المنتجعات السياحية بإقليمالحوز إلى استعادة النشاط السياحي، الذي يشكل المصدر الوحيد لعيش أصحاب المقاهي والمهنيين في قطاع التزلج، فإن الأمر يطرح مشكلة في زمن الجائحة. وفي تصريحه لجريدة هسبريس الالكتروينة، أوضح عمر تبروع، رئيس جمعية المجد للأعمال الاجتماعية بجماعة أوكايمدن، أن العادة جرت بأن يشتد الإقبال على محطة المنطقة، خلال نهاية الأسبوع وأيام العطل، خصوصا في موسم التساقطات الثلجية. وتابع قائلا: "يأتي المعجبون بالمنتجع من كل حدب وصوب، في رحلات جماعية من مراكش، ومن شتى مناطق ومدن المغرب، فضلا عن السياح الأجانب، الذين يقفون مشدوهين أمام هذا الغنى الطبيعي، الذي تتميز به منطقة أوكايمدن. لكن هذا الموسم الشتوي تزامن مع جائحة "كوفيد- 19"، مما يجعل سؤال كيفية التوفيق بين رغبة الزائر وأهل المنطقة على وجه الخصوص، الذين يستبشرون خيرا، أملا في استقبال زوارها كعاداتهم، يطرح نفسه بقوة". وأضاف هذا الناشط الجمعوي "لكن هذه الظرفية الاستثنائية منعت الزيارات المعتادة، وأصابت بخيبة أمل ما يناهز 100 مقهى متراص على جنبات الطريق ووسط المنتجع، وتوفر فرصة الشغل لما يقارب 1000 مستخدم". فالسياحة الداخلية التي تنعش اقتصاديا منطقة تضم مهنيي التزحلق بمختلف أنواعهم وأصحاب المعدات ومدربي التزحلق والمساعدين، وعددهم لا يعد ولا يحصى، "أصبحت في خبر كان، يضيف تبروع، بسبب تشديد الخناق ومنع الزوار من ولوج المحطة، مما أزم الأوضاع بشكل كبير، إذ أصبح الجميع هذه السنة نسيا منسيا". من جهته، أكد علي آيت الحاج، رئيس جمعية أطلس الكبير لمدربي التزحلق، أن الكل ينتظر الثلوج والفرج من أجل الحصول على لقمة العيش، مشيرا إلى أن محطة أوكايمدن عرفت، اليوم الأحد، إقبالا لا بأس به أنعش الحركة الاقتصادية. وأضاف المتحدث نفسه أن "المقاهي والمهنيين ومحلات المواد الغذائية وبائعي منتوجات الصناعة التقليدية، وغيرها من المواد الأخرى، استبشروا خيرا باليوم الأول من العطلة، التي تشكل فرصة ذهبية لأهل المنتجع لكسب مدخول يساعدهم على ضمان قوت يومهم". وطالب تبروع وآيت الحاج ومهنيون بقطاع سيارات الأجرة السلطة المحلية بالمزيد من التعاون الحكيم، مؤكدين أن سكان المنطقة جاهزون ومستعدون للتعاون لإنجاح زيارة الزوار، خلال العطلة ونهاية الأسبوع، لأجل إنعاش اقتصاد المنطقة، في ظل هذا الظرف الاستثنائي. وأوضح مصدر مسؤول من عمالة إقليمالحوز أن ما يروج بشأن إغلاق منتجع أوكايمدن في وجه الزوار لا أساس له من الصحة، مضيفا "كل ما في الأمر أن المراقبة تهم القادمين من البؤر الوبائية". وأكد أن السلطة المحلية يهمها استعادة المنطقة لنشاطها الاقتصادي، وزيارة المواطنين لها للتخفيف من الضغط النفسي للجائحة. وأضاف المصدر ذاته أنه لم يصدر عن عمالة إقليمالحوز أي قرار يهم إغلاق منتجع أوكايمدن الجبلي، مؤكدا أن المراقبة التي وضعت عند مدخل جماعة ستي فاظمة، وبمنتجع أوكايمدن، غايتها التنظيم ومساعدة الزوار لقضاء وقت ممتع، في ظل احترام التدابير الاحترازية.