تحركت السلطات المحلية بالدارالبيضاء، هذه الأيام، لوضع اللمسات الأخيرة قبل الشروع في عملية التلقيح التي ستشهدها البلاد بسبب تفشي فيروس "كوفيد 19". وشرع رجال السلطة المحلية، مرفوقين بعدد من المسؤولين بالقطاع الصحي في مقاطعات الدارالبيضاء، في زيارة المراكز الصحية والمؤسسات التي ستحتضن عملية التلقيح، للوقوف على مدى جاهزيتها لخوض هذه المعركة ضد الفيروس. وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن السلطات المحلية بالدارالبيضاء أعدت مجموعة من المرافق لتكون فضاء للتلقيح، عقب تقديم المسؤولين بالقطاع الصحي بالمديريات الإقليمية خطة العمل والحاجيات لعمال المقاطعات. وتشير المصادر نفسها إلى أن السلطات، بمعيّة مسؤولي الصحة، سخرت كل الإمكانيات اللوجيستيكية والتنظيمية لضمان مرور عملية التلقيح في أكبر مدن المملكة في أحسن الظروف، عبر إحصاء المواطنين وتقسيمهم بحسب المراكز الرياضية والثقافية والصحية؛ لتفادي الاكتظاظ. وأكدت مصادر من داخل المديرية الجهوية للصحة أن المناديب الإقليميين وجهوا تعليمات إلى الأطر الصحية للاستعداد للعملية، بالرغم من عدم تحديدها موعدا لإجراء التلقيح، مشيرة إلى إلزام جميع الأطر بالتجنيد لهذه الحملة. وشددت المصادر نفسها على أن المناديب الإقليميين ألزموا الأطر التابعين لهم بضرورة تشكيل فرق ميدانية متنقلة، والتي ستوجد بشكل مستمر في بعض المراكز والنقط التي ستحتضن العملية، لا سيما أن المرحلة الأولى ستكون مفصلية وامتحانا، على اعتبار أنها ستهم المصالح الرئيسيّة من الداخلية والتعليم والصحة والمواطنين كبار السن. وينتظر أن تسلم السلطات المحلية بمختلف المقاطعات بالدارالبيضاء لوائح المواطنين التي جرى إعدادها لمختلف الفئات العمرية وكذا التي تتضمن المصابين بأمراض مزمنة إلى السلطات الصحية قصد الاعتماد عليها بشكل رسمي في عملية التلقيح. جدير بالذكر أن الملك محمدا السادس ترأس، في التاسع من نونبر الماضي، جلسة عمل خصصت للتلقيح ضد فيروس كورونا، حيث أعطى توجيهاته من أجل إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة. التلقيح سيهم، في البداية، الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية للجائحة، من أطر صحية وأمنية وتعليمية، على أن تعطى الأولوية أيضا للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون الهشاشة الصحية؛ فيما سيتم تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 44 سنة، ثم يعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية.