قال محمد ضريف أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي إن استقبال الملك محمد السادس لمصطفى البكوري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إذا كان فعلا بطلب من هذا الأخير يُعتبر أمرا عاديا وطبيعيا، ويأتي في سياق مسار إعادة الاعتبار للأحزاب الوازنة، مبرزا أن الاستقبال فيه إشارة إلى الوضع الذي أصبحت تتمتع به أحزاب المعارضة في المشهد السياسي المغربي. وأوضح ضريف في تصريح ل"هسبريس" أن استقبال الملك للبكوري قد يحمل إشارات أخرى من بينها رغبة المؤسسة الملكية في إعادة الاعتبار لحزب "الجرار" خاصة بعد ما أسماه المتحدث ضغوطا مورست عليه للرجوع إلى الوراء والتراجع عن تغطية جميع الدوائر الانتخابية خلال اقتراع 25 نونبر 2011، وبعد استهدافه خلال مسيرات واحتجاجات الحراك المغربي، مشددا في الوقت ذاته على أن الملك ظل يؤكد أن الملكية فوق كل الأحزاب وهو ما لم تلتقطه باقي الأحزاب التي ظلت تردد أن الأصالة والمعاصرة حزب لصديق الملك أو حزب للملك نفسه يضيف ضريف. وفي السياق ذاته رأى المحلل السياسي المذكور أن حزب الأصالة والمعاصرة أخذ شرعية انتخابية بعد حصوله على الرتبة الرابعة في الانتخابات الأخيرة التي لم يصدر في حقها أي طعن سياسي حتى من طرف العدالة والتنمية، متقدما على أحزاب وصفها ضريف بالكبيرة مثل الاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، وأنه انخرط في الدينامية الديموقراطية بعد تنظيمه لمؤتمره الاستثنائي الذي حمل البكوري إلى قيادة الحزب نفسه لكن "بمواصفات جديدة". وكان الملك محمد السادس قد استقبل يوم الثلاثاء 6 مارس الجاري مصطفى البكوري الأمين العام الجديد لحزب "البام"، بطلب منه حسب ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء، ونقلت أيضا أن الملك جدد أثناء استقباله للبكوري حرصه على ضرورة تحمل الفاعلين السياسيين بصفة عامة لمسؤوليتهم في استكمال تشييد المؤسسات وتنزيل الدستور٬ واستحضار انتظارات المواطنين والمواطنات في عملهم.