العدالة والتنمية يدبر المرحلة بكثير من الصعوبة: قال محمد ضريف المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية إن حزب العدالة والتنمية يدبّر هذه المرحلة بكثير من الصعوبة نتيحة ما قال عنه المتحدث تعرّض عدد من مواقفه للانتقاد من قِبل تيارات أخرى في المغرب، ومنها تسليمه مسبقا بأنه سيفوز بالانتخابات المقبلة وهو الموقف الذي رأى فيه ضريف عدم احترام لإرادة الشارع وأنه ينبغي للعدالة والتنمية أن ينتظر يوم الاقتراع الذي سيحسم في الحزب الأول. كما رأى المحلل السياسي المذكور في تصريح عدد من قيادات العدالة والتنمية بأنه في حالة فوز الأصالة والمعاصرة في الانتخابات المبكرة فإن الكل سينضم ل"20 فبراير"، رفضا لقواعد الديموقراطية وعدم احترام لإرادة الشعب الذي يمكن أن يصوت للأصالة والمعاصرة على حد تقدي ضريف. وعن البيان الأخير الصادر عن المجلس الوطني لحزب عبد الإله بنكيران، أكد محمد ضريف في حديث خصّ به "هسبريس" أنه لا يخرج عن قرائتين، تقول الأولى بأن العدالة والتنمية يريد أن يمارس ضغوطا على السلطة والإدارة والترابية من أجل الاستجابة لمطالبه، وتشير القراءة الثانية حسب ضريف إلى أن العدالة والتنمية من خلال بيانه الشديد اللهجة والذي وصل فيه حد التهديد بمقاطعة الانتخابات، رغبة من حزب المصباح في استعادة مصداقيته كحزب معارض بعد تعرضها للاهتزاز نتيجة مواقف أمينه العام خلال مرحلة الإعداد للدستور، وقال ضريف إن بنكيران بدا خلال المرحلة المذكورة ملكيا أكثر من الملك ولم يلتزم بالدفاع عن الديموقراطية بقدر ما وضع نفسه مدافعا عن الهوية وهو ما جعله في مواجهة قوى أخرى في البلاد. النقاش حول العتبة نقاش مغلوط: وبخصوص النقاش حول العتبة أبرز ضريف أنه نقاش مغلوط لأنه لا يلامس جوهر مشكل محاربة البلقنة السياسية، مبينا أن ما تناقشه بعض الأحزاب سواء الرافضة للعتبة أو التي تقترح نسبا معينة لا يعالج الظاهرة، مادام النقاش متجها نحو العتبة على المستوى المحلي، وهي العتبة التي ستسمح بتمثيل عدد كبير من الأحزاب في البرلمان كما حدث سنتي 2002 و2007 التي أعطت 26 حزبا بمجلس النواب. وشدد ضريف على أن محاربة ظاهرة البلقنة السياسية لن تتأتى إلى من خلال فرض عتبة على المستوى الوطني و"هو ما يجب أن تقترحه الأحزاب السياسية". "البام" عائد بقوة: أما عن البلاغ المشترك الأخير لأحزاب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، فإنه رسالة قوية من حزب صديق الملك حسب ضريف، مفادها أنه عائد بقوة إلى الساحة السياسية بعدما راهنت حركة 20 فبرير والقوى الداعمة لها على تشييع جنازته في القريب، موضحا أن المستفيد الأول من البلاغ هو حزب الأصالة والمعاصرة، لأنه يؤشر على أنه استطاع أن يفك الحصار الذي ضربته حوله "20 فبراير"، وأن يؤكد نجاحه في تجاوز هذا الحصار، واعتبر ضريف أن البلاغ يرسم إلى حد ما طبيعة التحالفات التي يمكن أن تظهر بعد نتائج الانتخابات، مستبعدا أن تقدم الأحزاب الأربعة لوائح مشتركة خلال الانتخابات المقبلة. الكتلة الديموقراطية لا وجود لها إلا على الورق: وفيما يتعلق بحديث حزب التقدم والاشتراكية عن الكتلة الديموقراطية واستمرار تحالف الأحزاب المشكلة لها، قال ضريف في حديثه للموقع إن الكتلة إطار لا وجود له إلا على الورق، مبرزا أن السياق الذي تشكلت فيه الكتلة تغير كثيرا، ولم تعد ذات نتائج سياسية، وهو ما يظهره "فشل أحزاب التقدم والاشتراكية والاستقلال والاتحاد الاشتراكي في اتخاذ مواقف مشتركة في عدد من القضايا"، وسجل المتحدث أن التقدم والاشتراكية الذي ما يزال متشبتا بالكتلة كان يبحث عن تكوين إطار جديد يجمعه بباقي أحزاب اليسار.