كشفت فيديوهات حصلت عليها هسبريس تجنيد ميليشيات "البوليساريو" للأطفال في معركة الكركرات، في انتهاك واضح لحقوق الطفل والمواثيق الدولية ذات الصلة. وفي سياق عمليات الشحن التي تقوم بها من داخل مخيمات تتندوف، استغلت جبهة "البوليساريو" براءة الأطفال الصغار من أجل تدريبهم على حمل السلاح وشحنهم بمصطلحات عنصرية ضد القوات العسكرية المغربية والجنود المغاربة. وقال أحد الأطفال، خلال مسيرة احتجاجية جرت فوق التراب الجزائري بمخيمات تندوف يوم 15 نونبر الجاري، إنه مستعد لحمل السلاح دفاعاً عن الصحراء ومعبر الكركرات. وكشفت فيديوهات، تم تصويرها خلال اليومين الماضيين بمخيمات تندوف، تدريب أطفال قاصرين على حمل السلاح واستغلالهم في مناورات عسكرية. وقال مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، في تصريح لهسبريس، إنه راسل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق الإنسان وسكرتارية المفوضية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بجنيف للوقوف على هذه الممارسات الخطيرة داخل مخيمات تندوف. ونبه المرصد ذاته إلى أن جبهة "البوليساريو" قامت، على مدى الأيام الماضية، ب"أعمال غير مشروعة تم فيها تعريض حياة المدنيين للخطر وإشراكهم في أعمال البلطجة والتخريب واستفزاز العابرين والزج بالأطفال في كل هذه التفاصيل؛ حيث تؤكد جبهة "البوليساريو"، بمثل هذه الأفعال، على مواصلة انتهاكها لكل المواثيق الدولية، وخصوصا اتفاقية حقوق الطفل". وشدّد مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان على أن جبهة "البوليساريو" "تواصل، حتى الآن، خلق أجواء التوتر داخل مخيمات تندوف، عن طريق الأخبار المظللة والزائفة واللعب على وتر تجييش العواطف بالإشادة بالبطولات العسكرية والتشجيع على حمل السلاح حتى بين فئة الأطفال". وأكد المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من مدينة العيون مقرا له، أن "البوليساريو" تصر، مرة أخرى، على "الاستمرار في انتهاك مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل، وخصوصا المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة والتي تنص على أنه "لا يجوز أن تقوم المجموعات المسلحة المتميزة عن القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الأشخاص دون سن الثامنة عشرة في الأعمال الحربية"، حيث تم الزج بالأطفال في أعمال البروباغاندا الحربية للبوليساريو؛ وذلك بشحن الأطفال بالأفكار الداعية للعنف والكراهية والحرب، وحمل السلاح وإشراكهم في التداريب العسكرية". وأدان المرصد ذاته هذه الممارسات "اللاأخلاقية"، محملا تنظيم "البوليساريو" المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات التي طالت الطفولة بالمعبر الحدودي الكركارات. وطالب المرصد الحقوقي الجزائر، البلد المضيف، بأن تتحمل "مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تجاه ما يقع من انتهاكات في حق الأطفال داخل مخيمات تندوف، من طرف تنظيم "البوليساريو"، الذي نقلت إليه اختصاصاتها، بما فيها اختصاصاتها القانونية، في تعارض تام مع التزاماتها الدولية، وخصوصا تلك المتعلقة بالاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين، والبرتوكول الخاص بوضع اللاجئين". جدير بالذكر أن ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية كانت قد استغلت عشرات الأطفال كدروع بشرية خلال قطع معبر الكركرات الحدودي في الأسابيع المنصرمة.