استنكر مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان استغلال جبهة "البوليساريو" الانفصالية لعشرات الأطفال خلال الأعمال المستفزة التي جرت بالمعبر الحدودي الكركرات أمس الأربعاء. وأكد المرصد الحقوقي المذكور، ومقره مدينة العيون المغربية، أن جبهة "البوليساريو" عمدت إلى "الزج بالأطفال في أعمال البروباغاندا الحربية، بإشراك الأطفال في أفعال مستفزة لعناصر البعثة الأممية "المينورسو" بالمعبر الحدودي للكركرات". وشدد المرصد ذاته، في بيان توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منه، على أن ""البوليساريو" تصر، مرة أخرى، على الاستمرار في انتهاك مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل، وخصوصا المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري لاتفاقية حلول الطفل بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة والتي تنص على أنه "لا يجوز أن تقوم المجموعات المسلحة المتميزة عن القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الأشخاص دون سن الثامنة عشرة في الأعمال الحربية". وأدان مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان هذه الممارسات اللاأخلاقية والتي لا تحترم اتفاقية حقوق الطفل، محملاً تنظيم "البوليساريو" المسؤولية بالدرجة الأولى عن هذه "الانتهاكات الممنهجة والتي ما زالت، لأزيد من أربعة عقود، مستمرة ومتكررة في حق الطفولة". وطالب التنظيم الحقوقي البلد المضيف دولة الجزائر بأن "تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تجاه أطفال المخيمات، حيث ما زالت آليات إنصافها تنأى بنفسها عن تناول أي ملف يتعلق بانتهاكات مورست ضد ساكنة مخيمات تندوف باعتبارها السلطة المناط بها التحقيق في جميع الانتهاكات التي ترتكب داخل نطاقها الترابي". ودعا المرصد ذاته دولة الجزائر إلى الإقرار بصفة لاجئ لساكني مخيمات تندوف وإعمال الحقوق المترتبة عن ذلك، وفاء بالتزاماتها المترتبة عن تصديقها على الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين والبروتوكول الخاص بوضع اللاجئين. وأوضح "مرصد الصحراء" أنه، "منذ إقامة مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، استهدف مسؤولو تنظيم "البوليساريو" فئات الأطفال والشباب عبر تهجيرهم إلى دول أخرى للدراسة، وقد شكلت تلك المحطة بداية تشتت أسري وهوياتي غير مسبوق بالمنطقة؛ الشيء الذي حرم هؤلاء الأطفال من التمتع بالدفء العائلي وبالتالي الحرمان من النمو النفسي الطبيعي. كما أنه، وخلال إقامتهم المطولة والتي تستمر من خمس سنوات إلى عشرة قبل أول زيارة إلى الأهل، خضع الأطفال إلى إلزامية الاشتغال وأداء الخدمة العسكرية في سن جد مبكرة". وتابع المصدر ذاته أن قيادة "البوليساريو" عملت على "حرمان فئة من الأطفال من استكمال الدراسة وإكراههم على العمل العسكري، وترديد أناشيد الحرب، رغم أن حرمان الأطفال من سن الطفولة وإلحاقهم في وقت مبكر بالعمل العسكري والعمل الشاق يترتب عنه مضاعفات نفسية خطيرة". ولفت المرصد الانتباه إلى خطورة استغلال "البوليساريو" المناهج المدرسية والبرامج في تلقين الأطفال العقيدة الإيديولوجية للتنظيم والشحن بالأفكار الداعية إلى العنف والكراهية والإشادة بالحرب والبطولات العسكرية؛ وهو ما يتنافى مع مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل، التي تحث على التربية على مبادئ وقيم الحرية والمساواة والتسامح بما يعزز انفتاح شخصية الطفل.