أدان منتدى العدالة وحقوق الإنسان افتعال جبهة "البوليساريو" المتكرر للتوتر بمنطقة الكركرات وتهديد السلم الإقليمي وانتهاك حق المدنيين في التنقل وتعمد الاحتكاك المباشر مع الجيش المغربي، معبرا عن أسفه للاعتداءات التي تعرضت لها عناصر قوات المينورسو المكلفة بمراقبة الأوضاع من طرف عناصر "البوليساريو" وانتهاك حصانتهم كموظفين أمميين وتعريض سلامتهم الشخصية للخطر، موجها إليهم التحية على انضباطهم في توثيق كل ما يجري بتلك المنطقة منذ 21 أكتوبر المنصرم. وأشاد التنظيم الحقوقي بروح المسؤولية العالية للقوات المسلحة الملكية المغربية وتحليها بأعلى درجات ضبط النفس ومهنيتها العالية في التدخل بدون أية نية قتالية ودون وقوع أية خسائر في الأرواح، على الرغم من وجود فصيل مسلح من عناصر "البوليساريو" يساند المحتجين، معتبرا أن "البوليساريو" هي من خرقت الاتفاق العسكري بسماحها بوجود فصيل مسلح مساند للمحتجين. وثمّن البيان جهود الأمين العام للأمم المتحدة في الحفاظ على السلم العالمي، وحرصه على حل نزاع الصحراء وفق مسار التسوية الأممي في إطار حل واقعي ومتفاوض عليه ودائم كما أقرته قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2548، داعيا إلى استئناف مسلسل مفاوضات السلام وفق القرار 2548 وتحت رعاية الأممالمتحدة وإنهاء معاناة ساكنة مخيمات تندوف التي تعيش انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان دون أي حق لها في آليات الانتصاف الجزائرية كما يكفله القانون الدولي. ونادى منتدى العدالة وحقوق الإنسان بالكف عن الشحن العاطفي والتهديد بالحرب والاستعاضة عن ذلك بالسعي إلى السلام. وأورد المنتدى أن "البوليساريو" منظمة مسلحة غير حكومية توجد في مخيمات تندوف الواقعة في التراب السيادي الجزائري والتي تفوضها الدولة الجزائرية سلطات إدارية وأمنية وقضائية واسعة، "في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وبالرغم من مطالبة الهيئات الأممية بإنفاذ القانون الجزائري في تلك المخيمات، قررت ضرب جهود الأممالمتحدة للحفاظ على السلام؛ وذلك بالتحرك لافتعال أزمة بمنطقة الكركرات الفاصلة بين الحدود المغربية الموريتانية والتي هي منطقة منزوعة السلاح وتدخل في مجال اتفاق وقف إطلاق النار بالصحراء الذي ترعاه الأممالمتحدة عبر بعثة المينورسو". وأضاف البيان: "على ما يبدو، فإن "البوليساريو" دأبت على افتعال توترات بمنطقة الكركرات وتهديد السلم الإقليمي بالمنطقة، بهدف الضغط على مجلس الأمن وخلق أمر واقع يمكنها من تحقيق مكاسب سياسية قبل صدور قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتمديد ولاية بعثة المينورسو، حيث تعمد إلى الدفع بمدنيين ومن ضمنهم أشخاص بزي عسكري غير كامل للقيام بإعاقة تنقل المدنيين في تلك المنطقة والاعتداء عليهم وتعريض شاحنات البضائع لأضرار مادية جسيمة". وأكدت المنظمة الحقوقية أنه قد جرى توثيق مؤازرة عناصر عسكرية مسلحة تابعين لمنظمة "البوليساريو" للمحتجين الذين أقاموا خياما لغلق الطريق، ومارسوا دور شرطة الحدود في التحقق من الهويات وانتهاك حماية المعطيات والقيام باعتداءات لفظية وجسدية ضد كل شخص يحمل جنسية مغربية، و"قد سبق لمنظمتنا أن راسلت مجلس الأمن في شخص السيد كوستافو ميزا كاردا، الممثل الدائم لدولة البيرو لدى الأممالمتحدة، بمناسبة رئاسته لمجلس الأمن أبريل 2017، في شأن انتهاك حقوق المدنيين في التنقل في الشريط العازل بمنطقة الكركرات والاعتداء عليهم وتهديد وقف إطلاق النار الذي أتى بعد حرب مفتعلة استمرت 16 سنة ولم تخلف سوى الآلام والحزن". واعتبر التنظيم أن ما يميز التوتر الحالي في منطقة الكركرات هو الانخراط الفعلي لجبهة "البوليساريو" من خلال توفير كافة الوسائل اللوجيستيكية والغذائية للمشاركين، "حيث شوهدت سيارات عناصر البوليساريو (ذات اللونين الأخضر والأبيض) ضمن القوافل المكلفة بنقل المشاركين في غلق معبر الكركرات. كما استعملت شاحنات خاصة بتوزيع المساعدات الغذائية في مخيمات تندوف في نقلهم واستفزاز عناصر الجيش والدرك المغربي المرابطين على الحزام الأمني والاحتكاك معم بشكل خطير جدا".