اعترض فريق مختلط من القوات العموميّة، مشكّل من عناصر الشرطة والقوات المساعدة، مسيرة قوامها 500 من الشباب المنتمين لبلديّة بني بوعيّاش كانت متوجّهة، الاثنين، صوب مقر ابتدائية الحسيمة لمساندة النّاشط الاجتماعي والفبرايريّي بشير بنشعيب الذي عُرض ذات اليوم على النّيابة العامّة بعد انقضاء فترة الحراسة النظريّة التي طالته مسطرتها ل48 ساعة. وكان بشير قد اعتقل ليل الجمعة الماضي، بعد مغادرته ل "مسجد المركز" ببني بوعيّاش، على أيدي مجموعة من رجال الشرطة حاملين للزي المدنيّ.. وأمام الغموض الذي عمّ هذا التحرّك بادئ الأمر فإنّ جمعويّي بني بوعيّاش، والحقوقيّون النّاشطون بها أساسا، لم يتردّدوا في إعلان ا بشير بنشعيب "مُختطفا".. هذا قبل كشف ولاية أمن الحسيمة، صباح السبت وبعد الاتصال بأسرة بنشعيب، عن اعتقالها ذات الشّاب ل "وقوفه وراء أعمال إجراميّة". بلدة بني بوعيّاش، وهي القصيّة عن مركز إقليمالحسيمة ب25 كيلومترا، لا زالت تعرف أشكالا احتجاجيّة متنوّعة انطلقت فور اعتقال بنشعيب.. إذ تمّ قطع ديناميّة السير والجولان فوق الطريق الوطنيّة رقم 2 باعتصام مفتوح فعّله شباب فوقها، كما أوقدت النيران بإطارات مطّاطية وضعت على مسافات متباعدة من ذات المحور الطرقي وجعلت سحب الدخّان المتصاعد تلوح للنّاظرين من على بعد كيلومترات عديدة، وفُعّلت أيضا مسيرات حاشدة داعية إلى إطلاق سراح الشاب المعتقل ومبديّة كذلك للرفض تجاه ما أسماه الغاضبون ب "رواية المخزن بشأن اختطاف بشير بنشعيب". مسيرة شباب بني بوعيّاش، وهي التي قطع خلالها المتظاهرون المسافة بين بلدتهم ومركز الإقليم سيرا على الأقدام، اعترضت بحاجز بشريّ من عناصر القوات العموميّة لمنع تقدّمها صوب قلب مدينة الحُسيمة ومقر القضاء الجنحي بها، وجاء هذا المسعى وفق مقاربة أمنيّة لم تتعامل مع إعلان الغاضبين عن سلميّة التحرّك الاحتجاجي.. وقد شهد الموعد بصم البوعيّاشيّين على اعتصام جزئي بموقع اعتراض سبيلهم وسط منطقة "إيسلِي"، هذا قبل اتخاذهم قرار العودة إلى مُنطلقهم درءً لأي احتمال في اندلاع مواجهة عنيفة مع المنتمين لجهازي الشرطة والقوات المساعدة. ووفقا لمصدر قضائي فإنّ الناشط الفبرايري بشير بنشعيب "مبحوث عنه منذ 8 سنوات لقيامه بأعمال يجرّمها القانون منها سرقات بالعنف واعتداءات بالسلاح الأبيض وترويج محظور للمشروبات الكحوليّة".. فيما يرى نشطاء فبرايريّون بأنّ هذا المعطى "غطاء للنيل من حرّية الناشط بنشعيب تثبته طريقة اعتقاله وكذا زمن التفعيل الذي يواكب ارتفاع وتيرة الاحتجاجات ببني بوعيّاش". تراجع ذات مسيرة شباب بني بوعيّاش أدراجها، بعد منع تقدّمها صوب الحسيمة، لم يحل دون نشوب مواجهات هامشية بين بعض المتظاهرين والقوات العموميّة، وهو الاحتكاك الذي عرف استعمال الحجارة من قبل الجانبين دون وقوع إصابات بدنيّة مثيرة للانتباه أو اعتقالات.. وقد لجأ رجال الشرطة والقوات المساعدة إلى مطاردة بعض الشباب وسط التضاريس الوعرة لقرابة 40 دقيقة قبل معاودة التراجع للطريق المؤدّية إلى مدخل الحسيمة. تصعيد إضافي رُصد ميدانيا بعدما ارتأى بعض شباب بلدة بني بوعياش البصم عليه ب "طريقتهم الخاصّة"، إذ عمد العشرات من الغاضبين على قصد مقر القيادة العسكرية لمقاومة الأمير المجاهد محمّد عبد الكريم الخطّابي، بأجدير، ورفع علم "جمهوريّة اتّحاد قبائل الرّيف" فوق أطلاله قبل المطالبة ب "استقلال الرّيف".. إلّا أنّ هذا التوجّه لم يستطل على مساحة زمنيّة كبيرة، كما لم يلق التفافا من لدن عموم الرّافضين لاعتقال بشير بنشعيب، المودع رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلّي للحسيمة انتظارا للشروع في محاكمته، وهم المفضّلون ل "انتهاج أساليب أخرى للدفاع عن حرّيّة النّاشط المعتقل". تجدر الإشارة إلى أنّ بلديّة بني بوعيّاش تعرف، منذ ما يقارب السّنة، حركة احتجاجيّة واسعة طالت على الخصوص مشاكل اجتماعيّة.. ومن بينها التحرّك الاحتجاجي الذي عُدّ بشير بنشعيب أحد رموزه والمستهدف إدارة المكتب الوطني للكهرباء باعتصام مطوّل للمطالبة بمعاودة النظر في طريقة وتسعيرة الفوترة التي ينتهجها هذا المرفق في حق أبناء البلدة الكائنة ضواحي مدينة الحسيمة.