اعتبر محيي الدين حجاج، المنسق الوطني لجبهة العمل السياسي الأمازيغي، أن الاندماج في حزب التجمع الوطني للأحرار جاء تتويجا للقاءات التي جمعت الجبهة والحزب بعد مسار داخلي طويل اتسم بالحوار الجاد، معلنا أن الهدف هو وضع أسس للعمل المشترك وفي طليعته القضية الأمازيغية. حجاج، الذي كان يتحدث اليوم الثلاثاء في الرباط، خلال حفل توقيع البلاغ المشترك بين حزب التجمع الوطني للأحرار وجبهة العمل السياسي الأمازيغي، أكد أن الحركة الأمازيغية كانت دائما تمارس العمل السياسي؛ ولكنها لم تمارس العمل الحزبي، لأنها قاطعت العمل داخل المؤسسات، مبرزا أن الغياب لم يكن بشكل عبثي؛ ولكنه كان يرفض الاشتغال داخل مؤسسات لا تعترف بالأمازيغية قبل الدستور. وأكد المنسق الوطني لجبهة العمل السياسي الأمازيغي أن فرصة الاندماج ستجعل الاشتغال بصدق من داخل المؤسسات، لأن الفاعل الحزبي يمكن أن يرى الأمازيغية بزاوية ضيقة؛ لكن ما عبر عنه عزيز أخنوش مطمئن، مشددا على أن الأمازيغية لن تقتصر على الجانب الهوياتي بل يشمل جميع المجالات. من جهته، سجل أحمد أرحموش، عضو جبهة العمل السياسي الأمازيغي، أن هذه المبادرة، التي أقدم عليها حزب التجمع الوطني للأحرار والتي جاءت بعد سنتين من التشاور، حقّقت جزءا من الأهداف التي تم تسطيرها، مشيرا إلى أن هذه الخطوة شهدت معارك لإقناع "المناضلين" من جهة والحزب من جهة ثانية. وأكد أرحموش أن اختيار حتمية المشاركة السياسية والذي جاء عبر نقاشات واسعة تخللها حوار تفاعلي عبر حزب التجمع الوطني للأحرار، شهدت معارك ضد التردد، مشيرا إلى أن "نشطاء الحركة الأمازيغية مستعدون لتلقي الثناء وكذلك الانتقاد والذي يمكن أن يكون حادا". أرحموش شدد على أن الوصول إلى محطة المشاركة السياسية هدفه الانتقال من الممانعة السلبية إلى الأمل والمشاركة في صناعة القرار السياسي؛ لأن الحركة اليوم على أبواب محطات لإنجاح المشروع الجديد. من جهته، عبّر محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عن ابتهاجه الشخصي بنجاح الدينامية التي انطلقت لهذا الحفل والتوقيع على البلاغ المشترك، معتبرا أن التجمع الوطني للأحرار حزب أمازيغي كبير وسينصف التاريخ مواقف الحزب من الأمازيغية والهوية. وقال أوجار: "ستكون فرصة لإنجاز الحفريات في التاريخ، لأن الحزب كان مساندا دائما للأمازيغية"، مستدلا بما شهده المغرب من نقاش حول الإعداد للدستور، حيث اتسمت علاقة التجمع باللجنة المكلفة بإعداد الدستور بالترافع حول ترسيم الأمازيغية. واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار أن لحظة الالتحاق بالأحرار سيكون لها ما بعدها، مبررا ذلك بكون "الحركة ضيّعت أربعين سنة خارج الأحزاب؛ لأن الاشتغال داخل المؤسسات، وخصوصا المؤسسة التشريعية، له أثر قوي على إخراج القوانين".