قالت الزاوية الريسونية إنها تتابع بقلق شديد "قضية معبر الكركرات الذي تعرض مؤخرا للاعتداء وقطعه من طرف عصابات البوليساريو، في محاولات للتشويش على القرارات الأممية ومقتضيات القانون الدولي في مسار الحكم الذاتي الذي أقرته الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي كحل سلمي للنزاع المفتعل في المنطقة، وكذا قرارات محكمة العدل الدولية التي أقرت بروابط البيعة بين قبائل الصحراء وبين الملوك العلويين". وثمنت الزاوية عاليا، في بلاغ توصلت به هسبريس، العملية الأخيرة التي قامت بها القوات المسلحة الملكية بتعليمات من الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لاستعادة حرية التنقل بمعبر الكركرات، "التي تمت بشكل سلمي دون اشتباك أو تهديد لسلامة المدنيين، إذ من شأنها أن تضع حدا نهائيا لاستفزازات البوليساريو وتحركاتهم غير المقبولة، وتأتي بعدما استنفد المغرب جميع إمكانياته، إذ أعطى الفرصة الكاملة لإيجاد حل دبلوماسي من خلال المساعي الحميدة للأمم المتحدة، خصوصا أن المغرب ملتزم بالقرارات الشرعية ومقتضيات القانون الدولي". وذكّرت الزاوية الريسونية الممثلة لطريقة الشيخ عبد السلام بن مشيش ب"الأواصر التاريخية التي تجمع مكونات المجتمع المغربي في نسيج متلاحم بين أسر وعائلات وروابط اجتماعية متينة من شمال المغرب إلى جنوبه، معبرة عن الهوية الضاربة في أعماق التاريخ في بوتقة التصوف السني المغربي الممتد عبر ربوع الوطن في جميع زوايا المغرب، وكذلك في ذرية القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، رمز التصوف السني العالمي الممتد من إفريقيا إلى آسيا". وتغتنم الزاوية الفرصة لتناشد أتباعها وكافة مريديها وجميع الشرفاء الريسونيين داخل الوطن وخارجه، وكل من له صلة بالتصوف والوطنية الحقة، وتحثهم على "اليقظة في ملف الصحراء المغربية المحسوم لتعزيز المكتسبات، إحقاقا للحق وردعا لكل من سولت لهم أنفسهم تضليل الرأي العام وترويج الأكاذيب والمغالطات". وفي هذا السياق، دعت الزاوية الريسونية جميع المواطنين إلى "التعبئة الشاملة من أجل فضح مخططات المرتزقة الذين يحتجزون المواطنين المغاربة الصحراويين المغرر بهم في مخيمات تندوف المأساوية"، مستنكرة "هذه التصرفات غير المقبولة التي تقوم بها الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم البوليساريو، وتبارك وتثمن جميع المجهودات الجبارة التي تقوم بها المملكة المغربية في تدبير ملف الصحراء المغربية، باتزان ومسؤولية، وتقدم الدعم المطلق اللامشروط والمساندة الكاملة للمقاربة الرشيدة للملك محمد السادس في تدبير هذا الملف، وتجدد تمسكها بالوحدة الترابية للمملكة المغربية".