بعد يوم حافل بالأحداث، عاد الهدوء إلى منطقة الكركرات الحدودية بين المغرب وموريتانيا بعدما تراجعت مليشيات جبهة البوليساريو عقب تدخل ناجح للقوات المسلحة الملكية، بأمر من الملك محمد السادس أمس الجمعة. ويأتي تدخل القوات المسلحة الملكية بعد أيام من لجوء أفراد من جبهة البوليساريو إلى قطع الطريق الذي تمرّ منه شاحنات نقل البضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأورد منتدى القوات المسلحة الملكية "FAR MAROC" أن الفرق الهندسية العسكرية والمدنية تُواصل تعبيد الطريق الرابط بين نقطة الكركرات والنقطة 55 بالحدود الموريتانية، وبناء جدار عازل لحماية مستخدمي الطريق من أي استفزاز مستقبلاً. وأضاف المصدر أن بعض "استفزازات المرتزقة تتواصل ببعض النقاط من الجدار العازل، منها محاولة تصوير فيديوهات لتجييش المحتجزين بالمخيمات، حيث يطلقون بعض الرصاص في الهواء ويفرون فور رد الجيش المغربي المرابط بخط الدفاع". وذكر المنتدى أن "المنطقة الجنوبية تعرف حالة استنفار كبرى، كما أُعطيت أوامر صارمة بعدم التساهل مع أي استفزاز"، مورداً أن "تحريك قوات ثقيلة بالمناطق العازلة سيُقابَل برد صارم من المدفعية الملكية والقوات الملكية الجوية". وعمت صور الجيش المغربي حسابات عدد من المغاربة على موقع "فيسبوك" منذ أمس الجمعة، وأرفقوها بعبارات الدعم من قبيل "كل الدعم والمساندة لقواتنا المسلحة"؛ فيما استخدم آخرون وسم "#الصحراء_مغربية". ومن الجانب الموريتاني، نقلت وكالة الأنباء الألمانية، أن الوضع مازال هادئاً في المنطقة المتاخمة للحدود، حيث نشر الجيش الموريتاني تعزيزات كبيرة على طول الحدود، وأعلنها منطقة عسكرية مُغلقة. وقبل تدخل الجيش المغربي في الكركرات، تبادل الملك محمد السادس رسائل مع كُل من الأممالمتحدةوفرنسا والولايات المتحدةوموريتانيا ودول أخرى معنية بالملف، لإطلاعها على العملية الرامية إلى "وضع حد لعرقلة" التنقل في المعبر الحدودي، حسب ما أكده وزير الخارجية ناصر بوريطة في تصريحات صحافية. وبسبب عرقلة البوليساريو، علق حوالي مائتي سائق شاحنة مغربي الأسبوع الماضي على جانبي المنطقة الحدودية الكركرات، ووجهوا نداء استغاثة إلى كلّ من الرباط ونواكشوط بعدما منعتهم البوليساريو من العبور لنقل البضائع. وتلقت العملية العسكرية التي قادها المغرب لتطهير معبر الكركرات من المعرقلين دعماً من عدد من الدول العربية الصديقة، على رأسها الإمارات والسعودية والبحرين وعمان؛ فيما اختارت فرنسا الدعوة إلى "فعل كل ما يمكن تجنّباً للتصعيد والعودة إلى حل سياسي في أقرب وقت".