يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضه الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات الأمريكية، في وقت أعلن فيه منافسه الديمقراطي جو بايدن عن نصره وتعهد بتوحيد الأمريكيين وتضميد جراح الانقسام الذي تعيشه الولاياتالمتحدة. وتبدأ، اليوم الاثنين، المعركة القضائية بين الطرفين في ولايات بنسلفانيا وميشيغن وجورجيا ونيفادا وأريزونا، وهي كلها ولايات أعلنت فوز بايدن بها أو أظهرت النتائج تقدمه فيها. ويبدي الرئيس ترامب ثقة كبيرة في أنه سيفوز في الأخير بهذه الانتخابات، إذ كان واضحا منذ الليلة الأولى لبداية فرز الأصوات، حينما قال إنه سيتوجه إلى المحكمة العليا، وهذا ما أكد عليه محاميه الشخصي رودي جولياني، الذي دعا ترامب إلى عدم الاعتراف بالهزيمة. وتثير مسألة الاعتراف بالنتائج التي نشرتها وسائل الإعلام حالة من الانقسام في أوساط الحزب الجمهوري، إذ هنأ السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا ميت رومني الرئيس المنتخب جو بايدن، وكال له الكثير من المديح، معتبرا بأنه "رجل أصيل يعمل لمصلحة الولاياتالمتحدة". وسار الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في الاتجاه ذاته، حينما اتصل ببايدن ونائبته كمالا هاريس مهنئا إياهما بالفوز؛ في حين اعتبر، في بيان نشره الأحد، أن للرئيس ترامب الحق في طلب إعادة فرز الأصوات ومتابعة الطعون القانونية، مشيرا إلى أن الشعب الأمريكي يثق في أن هذه الانتخابات كانت نزيهة وسيتم الحفاظ على نزاهتها. في المقابل، فإن أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ اصطفوا بجانب ترامب وشككوا في نزاهة العملية الانتخابية برمتها، كما هو الحال بالنسبة لرئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، الذي قدم تبرعا بنصف مليون دولار لتمويل تكاليف المعركة القضائية التي يخوضها ترامب في ولايات عديدة. خيارات الرئيس ترامب في هذه المعركة القضائية تبدو محدودة، في ظل اتساع الفارق مع منافسه الديمقراطي والشروط الصارمة التي تنص عليها القوانين الانتخابية في الولايات التي يعترض الجمهوريون على نتائجها. قوانين معقدة لا تنص قوانين ولاية نيفادا على إعادة فرز الأصوات بشكل تلقائي، إذ يمكن للمرشح الخاسر طلب إعادة الفرز؛ لكن ذلك يجب أن يتم قبل تاريخ 16 نونبر، تاريخ التصديق على النتائج. ويختلف الوضع في ولاية ميشيغن، التي تنص قوانينها الانتخابية على أن يتم الفرز القانوني أقل من 2000 صوت، وهذا ما يضعف من موقع المرشح الجمهوري، الذي يتخلف بأكثر من 100 ألف صوت عن منافسه الديمقراطي. أما قوانين ولاية جورجيا التي تعد من الولايات التي تصوّت للحزب الجمهوري، فتنص على أنه بإمكان المرشحين طلب إعادة عد الأصوات في حال كان الفارق أقل من 0.5 من إجمالي الأصوات. وبالنظر إلى تقارب نتائج ترامب وبايدن في الولاية، شرعت مفوضية الانتخابات في الولاية في إعادة فرز الأصوات منذ الجمعة الماضية. ولاية بنسلفانيا، التي تعد أكبر الولايات المتنازع عليها حاليا، تعتمد نظام العد التلقائي للأصوات في حال كان هامش الفرق لا يتجاوز 0.5 في المائة من إجمالي الأصوات. وحصل بايدن على نسبة 49.7 في المائة من أصوات الولاية، مقابل 49.1 في المائة لترامب، بعد فرز 99 في المائة من الأصوات؛ ما يعني أن إمكانية إعادة فرز الأصوات تبقى واردة في وقت رفعت فيه حملة ترامب دعوى قضائية لإبطال احتساب بطاقات الاقتراع عبر البريد التي وصلت بعد الثامنة مساء الثلاثاء الماضي. وتعتمد ولاية أريزونا على إعادة الفرز التلقائي في حال كان الفرق بين المرشحين أقل من 0.1 في المائة؛ لكن الاعتراض على الانتخابات يتم تقديمه من قبل الناخبين وليس من المرشحين، وفي حال كانت هناك مزاعم خروقات العملية الانتخابية يقوم الادعاء العام بتحريك القضية. وبعد فرز 97 في المائة من الأصوات في أريزونا، يتقدم بايدن ب0.5 في المائة؛ ما يصعب مهمة حملة الجمهوريين في قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في هذه الولاية.