فتحت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية الباب لعدد من السيناريوهات، مع استمرار فرز الأصوات في ست ولايات متأرجحة، ستحسم في هوية حامل مفاتيح البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة، في وقت أفادت شبكة "سي إن إن" أن المرشح الديمقراطي جو بايدن على بعد 18 صوتا من الوصول إلى البيت الأبيض. وأعلن بايدن قبل قليل حصوله على الأصوات الكافية لرئاسة أمريكا، بينما أكدت وسائل إعلام محلية فوز المرشح الديمقراطي بولاية ميشيغن، ما يعني أنه سيكمل 270 صوتا في المجمع الانتخابي في حال فوزه بولاية نيفادا. ولا يزال فرز الأصوات مستمرا في ولايات بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن، بالإضافة إلى كارولينا الشمالية وجورجيا ونيفادا، بعد نجاح ترامب في الاحتفاظ بالولايات التي فاز بها في انتخابات 2016، باستثناء ولاية أريزونا التي تمكن المرشح الديمقراطي جو بايدن من حسمها بفارق ضئيل. وتبدو ولاية بنسلفانيا ذات العشرين صوتا في المجمع الانتخابي أكثر الولايات تعقيدا، بالنظر إلى أنها أكبر ولاية لا يزال فيها فرز الأصوات مستمرا، كما أنها شهدت إدلاء أكثر من مليونين ونصف المليون ناخب بأصواتهم في إطار الاقتراع المبكر. وبعد فرز 80 في المائة من الأصوات، يتقدم ترامب في ولاية بنسلفانيا بفارق 8 نقاط، لكن الفرز لا يزال مستمرا، في وقت أعلن فيه المرشح الجمهوري فوزه بهذه الولاية. ودخل فرز الأصوات في ولاية ميشيغن، بعد أن أعلنت حملة ترامب رفع دعوى قضائية تطالب فيها بوقف عملية فرز الأصوات إلى حين وصول فريق من الحملة إلى عدد من مكاتب فرز الأصوات؛ وهو ما يمهد لتأخر في حسم نتائج هذه الولاية، التي كان ترامب قد فاز فيها خلال انتخابات 2016. وبعد فرز 94 في المائة من أصوات ميشيغن، يتقدم بايدن بفارق طفيف لا يتجاوز نقطة واحدة، فيما يتطلع المرشحان إلى الفوز بهذه الولاية التي تتوفر على 16 صوتا في المجمع الانتخابي. أما في ولاية ويسكونسن، فيتقدم بايدن بفارق 0.6 في المائة من مجموع الأصوات التي جرى عدها إلى حد الآن، والتي تصل نسبها إلى 98 في المائة. وفيما أعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز بايدن بهذه الولاية أعلن بيل ستيبين، مدير حملة الرئيس ترامب، عن رفع دعوى قضائية لإعادة فرز الأصوات، وهذا ما يعني نقل المعركة الانتخابية إلى المستوى القضائي. وكانت ولايات بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن من ولايات الجدار الأزرق، نسبة للولايات التي صوتت لصالح الحزب الديمقراطي ما بين انتخابات 1992 و2012؛ لكن ترامب تمكن من الفوز بهذه الولايات في انتخابات 2016. ويبدو الوضع أقل تعقيدا في ولايتي كارولينا الشمالية وجورجيا اللتين يتقدم فيها ترامب بعد فرز أكثر من 90 في المائة من الأصوات؛ في حين يتقدم منافسه الديمقراطي في ولاية نيفادا التي كانت هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية السابقة، قد حسمتها لصالح الحزب. السيناريو الحالي كانت مراكز أبحاث أمريكية قد وصفته في شتنبر الماضي بالكابوس في حال تحققه، حيث حذرت من أن النتائج الأولية ستظهر فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية ليلة تنظيم الانتخابات، بفارق كبير، وإلقاءه خطاب النصر، وبعد ذلك تظهر النتائج بعد فرز أصوات الناخبين عبر البريد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن.