قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن توجيهات الملك محمد السادس بخصوص نزاع الصحراء مكنت من الحد من الاعترافات بالكيان الوهمي وزيادة الاعتراف بمغربية الصحراء. وأبرز وزير الخارجية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش افتتاح قنصلية الإمارات بالعيون، أن الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء جاءت في إطار التعليمات الملكية، ما أسهم في سحب العديد من الدول لاعترافاتها بجبهة "البوليساريو"، مقابل زيادة الاعتراف بمغربية الصحراء. وأكد بوريطة، في تصريحه، أن فتح قنصليات إفريقية وعربية في الصحراء "يؤكد إدماج الأقاليم الجنوبية بشكل كلي في التراب الوطني المغربي، بالإضافة إلى انتقال الحديث من النزاع الإقليمي إلى تأكيد مغربية الصحراء". وشدد الوزير على أن افتتاح هذه القنصليات يأتي في إطار الدينامية التي خلقها الملك محمد السادس، وذلك من خلال "إرساء نموذج تنموي جديد للأقاليم الجنوبية مكنها من الانخراط في مسارات التنمية التي تشهدها المملكة المغربية". وجوابا عن سؤال لهسبريس حول إمكانية فتح قنصليات عربية جديدة بعد قرار الإمارات، أوضح وزير الخارجية أن "فتح قنصليات اليوم بالصحراء المغربية هو أسمى تعبير عن المواقف الداعمة للمملكة من الناحية القانونية والسياسية والدبلوماسية". وأضاف الوزير بوريطة أنه "من منطلق هذه الدينامية لم تعد الدول ترتكن إلى الحياد في هذا النزاع، بل وقفت لتعلن نهاية اللعبة، لأن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، وهو ما تجسد من خلال فتح قنوات دبلوماسية بالعيون والداخلة مثل تلك الموجودة في مراكش وطنجة والدار البيضاء". وأورد الوزير ذاته: "عند بداية عملية فتح قنصليات بالأقاليم الجنوبية بتعليمات ملكية كانت أول قنصلية متمثلة في دولة جزر القمر، لكننا اليوم وصلنا إلى 16 قنصلية إفريقية وعربية". وأشار بوريطة إلى أنه "رغم الظروف المرتبطة بتداعيات فيروس كورونا، كان هناك تجاوب كبير من الدول ورغبة في أخذ المبادرة للتعبير عن دعم مواقف المغرب"، مؤكدا أن فتح قنصلية الإمارات سيفتح بالتأكيد الباب أمام دول عربية أخرى. ويرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن "الوهم الذي كانت تعيش عليه جبهة البوليساريو باعتبارها كيانا إفريقيا وعربيا أسقط اليوم بعد افتتاح هذه القنصليات التي تمثل مختلف المناطق الإفريقية، وصولا إلى قنصلية الإمارات العربية المتحدة". ويصل مجموع القنصليات الدولية التي استقرت اليوم بالأقاليم الجنوبية إلى 16 قنصلية، منها 9 بالعيون، وهي تعود إلى كل من مملكة اسواتيني، وجمهورية زامبيا، وجمهورية بوروندي، وجمهورية كوت ديفوار، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والجمهورية الديمقراطية لساوتومي، وجمهورية الغابون، وجمهورية القمر المتحدة، ثم الإمارات العربية المتحدة. وعلى مستوى الداخلية افتتحت 7 قنصليات، وهي لجمهورية غينيا بيساو، وجمهورية غينيا الاستوائية، وبوركينافاسو، وجمهورية ليبيريا، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية غينيا، وجمهورية غامبيا.