شهادات: الراحل أبو بكر القادري .. اسم خالد في سجل النضال الوطني من أجل الانعتاق والحرية جرت بعد ظهر الأحد 4 مارس الجاري بمدينة سلا٬ بحضورالأمير مولاي رشيد٬ مراسيم تشييع جثمان الراحل أبو بكر القادري٬ أحد الوطنيين البارزين الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال٬ الذي لبى داعي ربه مساء أول أمس الجمعة بأحد مستشفيات الرباط٬ عن عمر يناهز 97 عاما. وبعد صلاتي الظهر والجنازة بالمسجد الأعظم بالمدينة٬ نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بالزاوية القادرية بسلا٬ حيث ووري الثرى٬ في موكب جنائزي مهيب حضره٬ إلى جانب أفراد أسرة الفقيد وذويه٬ رئيس الحكومة٬ وعدد من مستشاري الملك٬ وأعضاء في الحكومة٬ وزعماء الأحزاب السياسية٬ ووزراء سابقون٬ ووالي جهة الرباطسلا زمور زعير٬ وسفير فلسطين المعتمد بالرباط٬ والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)٬ بالإضافة إلى رفاق الفقيد في الجهاد الوطني٬ وشخصيات مدنية وعسكرية وأخرى تنتمي إلى عالم الفكر والتربية٬ والعديد من تلامذة الراحل وحشد كبير من سكان العدوتين. وتليت بهذه المناسبة الأليمة٬ آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد٬ كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير٬ بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته٬ وأن يشمله بمغفرته ورضوانه٬ وأن يجعل مثواه فسيح جنانه٬ ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم٬ وأن يحشره في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا٬ وأن يثيبه عما قدم لبلاده من تضحيات وخدمات وعلى إسهامه القوي في تربية الأجيال المغربية على الغيرة الوطنية الصادقة الجزاء الأوفى. وكان الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المجاهد العلامة المرحوم أبو بكر القادري٬ أعرب لهم فيها جلالته٬ ومن خلالهم إلى كافة أهله وذويه٬ وكذا لرفاقه في الجهاد الوطني٬ وخاصة أسرته السياسية متمثلة في حزب الاستقلال٬ الذي كان من مؤسسيه وقادته الماهدين٬ وأركانه العتيدة٬ وحكمائه المحنكين٬ ولكافة مريديه ومحبيه٬ عن أحر تعازيه وأصدق مواساته٬ وخالص دعائه لأفراد أسرة الفقيد بجميل الصبر وحسن العزاء٬ وللفقيد الكبير بالمغفرة والرضوان٬ والمقام في فسيح الجنان. وأضاف الملك أن الفقيد كان أيضا من رواد المربين والأساتذة المصلحين٬ المتميزين بالمواقف الثابتة والسلوك القويم٬ والعطاء السخي٬ في ولاء راسخ للعرش العلوي المجيد٬ وغيرة صادقة على ثوابت الأمة ومقدساتها٬ ومشاركة واسعة وفعالة في العديد المؤسسات والهيئات الوطنية٬ متفانيا في خدمة القضايا المصيرية لبلده٬ بكل إيمان وإخلاص٬ مخلفا آثارا قيمة من تأليفه عن الحركة الوطنية ورجالها٬ مدافعا عن الهوية المغربية الأصيلة٬ والقضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية٬ وفي طليعتها القضية الفلسطينية العادلة. وفي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء٬ خلال مراسيم تشييع جثمان الراحل أبو بكر القادري إلى مثواه الأخير بالزاوية القادرية بسلا٬ ٬ أجمع العديد من خلصاء الفقيد وتلاميذه ورفاقه في مسيرة الكفاح والنضال على أن المجاهد أبو بكر القادري يعد أحد رجالات الأدب والفكر والسياسة والوطنية الصادقة٬ ومناضلا تربويا جعل من التربية والتثقيف والتعليم منطلقا أساسيا لبلورة المواقف ولاسيما على المستويين الاجتماعي والسياسي٬ خاض معركة المطالبة باستقلال المغرب مسلحا بالتصور التنويري لدور التربية في بناء مغرب المستقبل فكان له الفضل في زرع بذور مدرسة مغربية واعية بأدوارها الوطنية تمتلك القوة المحركة لرهان الاستقلال والتقدم. بنكيران: الراحل كان علما من أعلام المغرب المعاصر وفي هذا الصدد٬ قال رئيس الحكومة٬ عبد الإله بن كيران٬ إن الراحل كان علما من أعلام المغرب المعاصر٬ "يجد فيه الجميع أنفسهم٬ سواء الوطنيون أو أبناء الحركة الإسلامية٬ أو التقدميون". وأضاف بن كيران أن الراحل ظل طيلة حياته محافظا على الوفاء للمشروعية والملكية٬ كما ظل قريبا من الشعب ومدافعا عن قضاياه٬ مبرزا الخصال الإنسانية الرفيعة التي كان يتحلى بها أبو بكر القادري الذي يشكل فقدانه "خسارة عظمى لكل من يريد الخير لهذا البلد من مختلف التيارات والأحزاب السياسية". الكثيري: المجاهد الراحل كان من خيرة رجال الحركة الوطنية من جهته٬ أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير٬ مصطفى الكثيري٬ أن المجاهد الراحل كان "من خيرة رجال الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير٬ وأستاذا مربيا كرس حياته لتنشئة الأجيال التنشئة المثلى المفعمة بقيم المواطنة الصادقة والدفاع عن ثوابت الأمة". وأضاف الكثيري أن الراحل ظل وفيا للعهد٬ متمسكا بالمقدسات الدينية والثوابت الوطنية ومدافعا عن قضية الوحدة الترابية للمملكة٬ مبرزا التضحيات الجسام التي قدمها رحمة الله عليه في مواجهة الاستعمار. صبح: رحيل القادري خسارة للمغرب ولفلسطين من جانبه٬ أكد السفير الفلسطينيبالرباط أحمد صبح أن رحيل أبو بكر القادري يعد خسارة للمغرب خاصة ولفلسطين والأمة العربية والإسلامية عامة٬ مشيرا إلى أن المرحوم كان علامة وقائدا وطنيا وأخا ونصيرا للشعب الفلسطيني في كل الأوقات. وذكر بأن الراحل يرجع له الفضل في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني سنة 1968 في ظروف عصيبة وغاية في التعقيد٬ مؤكدا أن الفقيد القادري جاب العلمين العربي والإسلامي من أجل بلده وفلسطين والقدس الشريف. بوستة: القادري كان مناضلا من أجل استقلال المغرب أما امحمد بوستة٬ عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال٬ فقال٬ في شهادته٬ إن الفقيد أبو بكر القادري كان مناضلا من أجل استقلال المغرب وحريته ومن أجل دينه ومبادئه٬ مضيفا أنه كان دائما وفيا ومخلصا لكل هذه المبادئ وهذه الأفكار. عبد الكريم غلاب: الراحل كان رجل نضال وكفاح وعلم وثقافة من جانبه٬ أكد عبد الكريم غلاب٬ عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال٬ أن الراحل الكبير كان رجل نضال وكفاح وعلم وثقافة٬ معتزا بثقافته الإسلامية٬ كما كان رجلا وطنيا يضحي بالغالي والنفيس من أجل خدمة بلده. وكان الراحل٬ يضيف غلاب٬ أيضا معلما وأستاذا بارزا أنشأ مدرسة النهضة بحاضرة سلا٬ التي تخرج منها عدد كبير من الأطر الوطنية الصادقة المستقيمة في عملها٬ مبرزا٬ في الوقت ذاته٬ أن الفقيد القادري كان "كاتبا كبيرا يبحث في الحضارة الإسلامية وتاريخ الحركة الوطنية ورجالاتها ويؤرخ لهم". كما نوه غلاب بإسهامات القادري ونضاله لفائدة القضية الفلسطينية٬ ومثابرته في النضال من أجلها ما تأتى له ذلك٬ مبرزا أن الراحل الكبير يمثل "معلمة متعددة الجوانب والاختصاصات والنضالات الصعبة والقوية". بدورهما٬ أبرز كل من عضو مجلس الرئاسة بحزب الاستقلال امحمد الدويري٬ والكاتب الصحفي السيد محمد العربي المساري٬ مناقب الفقيد ودور في الحركة الوطنية٬ التي انخرط في صفوفها منذ حداثة سنه٬ مقدرين مواقفه الشجاعة والنبيلة٬ تجاه قضايا بلده وأمته٬ مذكرين بعنايته٬ إلى جانب ذلك٬ بالحقل التربوي وعيا منه بأهميته في عملية التحرر وبناء المغرب المستقل٬ فقد كان مناضلا تربويا ومقاوما من الرعيل الأول من الداعين للعمل الوطني والسباقين إليه٬ والمجاهدين الذين وسموا الحركة الوطنية والتحريرية بسابغ عطائهم٬ زعيم وطني وأستاذ وموجه ومربي قدير. وكان المجاهد أبو بكر القادري٬ الذي ولد سنة 1914 بسلا٬ عضوا لمجلس رئاسة حزب الاستقلال وبأكاديمية المملكة٬ ومؤسس ورئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني لمدة تناهز 20 سنة. وخلف الفقيد كتابات شتى خاصة في مجالي التربية والسياسة ربت عن 50 مؤلفا٬ ضمت كتبا حول شخصيات وطنية ونضالية طبعت تاريخ المغرب٬ بالإضافة إلى الرحلات التي كان يقوم بها سواء في إطار مهمات وطنية أو سياسية أو دينية٬ وقد حرص منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي على كتابة مذكراته تحت عنوان "مذكراتي في الحركة الوطنية المغربية" مسجلا الأحداث التي عايشها أو ساهم في صنعها في إطار العمل الوطني. وفي 1934٬ ساهم الفقيد٬ الذي وشح في 11 يناير 2005 بوسام العرش من درجة ضابط كبير٬ في إحداث كتلة العمل الوطني٬ ثم جمعية الشباب المسلم. كما شارك في تأسيس الحزب الوطني سنة 1937 وحزب الاستقلال سنة 1944. وفي سنة 1958٬ شارك٬ بشكل فاعل٬ في تنظيم مؤتمر طنجة لتحقيق حلم المغرب العربي الموحد. وفي 1960٬ تم تعيينه في المجلس الدستوري. ومن مواقفه الوطنية مقاومته للظهير البربري وتوقيعه على وثيقة المطالبة بالاستقلال٬ كما أسندت له عدة مهام من بينها عضو بالمجلس الوطني الاستشاري الذي أحدثه الملك الراحل محمد الخامس.