تعيش عدد من الولاياتالأمريكية حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق ساعات قبل فتح مراكز الاقتراع، اليوم الثلاثاء، بالموازاة مع تحذيرات بشأن احتجاجات بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية. وأعلن عدد من حكام الولاياتالأمريكية عزمهم نشر الحرس الوطني في المدن التي قد تشهد احتجاجات واسعة خلال الأيام المقبلة، سواء فاز الرئيس دونالد ترامب بولاية ثانية أو كان النصر حليفا لخصمه الديمقراطي جو بايدن. في ولاية أوريغون، التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة احتجاجات واسعة تطالب بإصلاح أجهزة الشرطة على خلفية وفاة جورج فلويد، أعلنت كيت براون، الحاكمة الديمقراطية، عن حالة طوارئ في بورتلاند، أكبر مدن الولاية، ما بين الإثنين والأربعاء، وقالت في مؤتمر صحافي إنه تم وضع عدد غير محدد من عناصر الحرس الوطني الذين تلقوا تدريبات من نوع خاص لإنفاذ القانون، وسيتم الاعتماد عليهم في حال استدعت الضرورة ذلك. وفي السياق ذاته، قال مايكل ستينسل، جنرال في القوات الجوية، إنه سيتم وضع جنود وطيارين رهن إشارة شرطة ولاية أوريغون، وغيرهم من أجهزة إنفاذ القانون، من أجل مكافحة أي أعمال شغب محتملة. وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن مكتب الحرس الوطني أنشأ وحدة استجابة سريعة قوامها 600 جندي، معظمهم من الشرطة العسكرية، مقسمة بين ولايتي ألاباما وأريزونا. ومن المحتمل أن تتم التعبئة أيضا في ولايات أخرى. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إن عربات للحرس الوطني شوهدت متوجهة نحو مدينة شيكاغو، أكبر مدن ولاية إلينوي، كما انتشرت عناصر الحرس الوطني في عدد من مناطق الولاية التي شهدت هي الأخرى احتجاجات واسعة بعد حادث جورج فلويد. أما في ولاية ماساتشوستس، فقد أخبر تشارلي بيكر، حاكم الولاية، ما يصل إلى 1000 من عناصر الحرس الوطني يوم الاثنين ليكونوا على استعداد لتقديم المساعدة إلى سلطات إنفاذ القانون على مستوى الولاية والمدن إذا استدعت الضرورة ذلك. واعتبر حاكم ماساتشوستس في بيان له أن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على السلامة العامة وحماية التعديل الأول في الدستور، الذي ينص على حرية التعبير وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وكذا الحق في التظاهر. ولا يختلف الوضع كثيرا في العاصمة الأمريكيةواشنطن، حيث قامت عناصر الأمن بإغلاق عدد من المنافذ المؤدية إلى البيت الأبيض، الذي أحيط بسياج حديدي، تحسبا لأي احتجاجات محتملة، خصوصا وأن المدينة شهدت مظاهرات واسعة خلال الأشهر الأخيرة. وإلى جانب ذلك، قامت مجموعة من المحلات التجارية والمباني الفيدرالية وغيرها من المنشآت الحيوية بوضع ألواح خشبية في محيطها لحمايتها في حال اندلاع أعمال عنف، كما حصل خلال الاحتجاجات التي تلت وفاة المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد نهاية ماي الماضي.