تتواصل مظاهر الاستهتار واللامبالاة بمدينة تطوان تجاه تدابير الوقاية من فيروس كورونا المستجد، رغم تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات المؤكدة ب"كوفيد 19"، وعشرات الوفيات يوميا؛ كما بات التعايش مع الفيروس أكثر تهورا. جولة سريعة ب"الحمامة البيضاء" كافية لكشف مدى فعالية الشعارات الداعية إلى احترام مسافة التباعد القانونية والابتعاد عن جملة من السلوكيات غير الصحية؛ فإذا كان الكل ينادي افتراضيا، على منصات التواصل الاجتماعي، بضرورة الالتزام بتعليمات السلطات، فإن الأمر غير ذلك بالشوارع والأسواق وحافلات النقل العمومي، وكذا بعض المؤسسات العمومية والخاصة. حمزة ابراهيمي، عضو الاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بتطوان، قال في تصريح لهسبريس: "في وقت تتسم الوضعية الوبائية بالخطورة في ظل ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة والخطيرة، مازال سلوك المواطن يتأرجح بين مكذب بوجود الفيروس ومتهاون ومستهتر، وبين هذا وذاك تراخ من طرف السلطات المحلية التي تغيب عن التواجد بالفضاءات العمومية المكتظة". وأضاف المتحدث ذاته: في "وقت تخبر السلطات بتشديد التدابير الاحترازية وتحديد ساعات فتح الأسواق والإغلاق عبر بلاغات جافة، تغيب المراقبة عن بعض المناطق والمجالات"، مشيرا إلى حافلات النقل العمومي ومركز تسجيل السيارات بمدينة تطوان، "حيث يسود الاكتظاظ والتدافع رغم التعهدات المعلنة باحترام التدابير الصحية". واستحضر ابراهيمي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، توالي تسجيل الإصابات في صفوف الأطر الصحية والتمريضية بنسب لافتة للأنظار، وما يرافق ذلك من إجهاد وضغط على المستشفيات العمومية التي أضحت وحيدة في مواجهة الوباء الفتاك. وانتقد عضو الاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بتطوان "أنانية المواطن وتهوره"، على حد وصفه، متسائلا عن الجدوى من إعلان تشديد في التدابير الاحترازية إن لم يواكبها تتبع ومراقبة بحزم وصرامة إن اقتضى الأمر. كما قال المصدر ذاته إن "المراهنة على وعي المواطن ومنع التجوال الليلي لا تكفي لمحاصرة واحتواء الوباء إذا كان النهار يعري ويكشف عن سلوكيات تنذر بكارثة"، وفق تعبيره، داعيا إلى ضرورة الحزم والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن لتجاوز المحنة.