منذ إعراب دولة الإمارات العربية المتحدة عن رغبتها افتتاح قنصلية لها في مدينة العيون المغربية، أطلقت الجزائر حملة شرسة لمهاجمتها عبر مختلف وسائلها الإعلامية، وهو ما يعتبره محللون "ردا بطريقتهم (الجزائريون) الخاصة على دولة لم تجرؤ الخارجية الجزائرية على الرد عليها بشكل مباشر كما فعلت مع دول أخرى". وقال أحمد نور الدين، المختص في الشؤون الإفريقية: "بعد الإعلان عن قرب افتتاح قنصلية للإمارات العربية في مدينة العيون، في الصحراء المغربية، شنت المواقع الصحافية المقربة من الجيش والمخابرات العسكرية في الجزائر حملة دعائية ضدّ الإمارات العربية". وأوضح قائلا: "في هذا الصدد، سارع تلفزيون النهار الجزائري إلى ربط هذه الخطوة بملف التطبيع مع إسرائيل، متهماً الإمارات بلعب دور عرّاب إسرائيل في المنطقة، في حين ذهبت جريدة الشروق الجزائرية أبعد من ذلك، متهمة الإمارات بالحكم الفردي الاستبدادي، وبأنها لو كانت دولة ديمقراطية وتحترم نفسها لما قامت بهذه الخطوة". واعتبر نور الدين أن "هذا تهجم واضح على دولة اتخذت قرارا سيادياً. ويبدو أنّ جنرالات الجزائر، الحكام الفعليين في الجزائر، لم يجرؤوا على إصدار موقف رسمي من خلال بيان وزارة الخارجية الجزائرية مثلما فعلوا مع الدول الإفريقية التي فتحت قنصليات بمدينتي العيونوالداخلة، بل إنّ الخارجية الجزائرية استدعت سفير كوت ديفوار للاحتجاج، وهذا مفهوم لأن جنرالات الجزائر لا يجرؤون على مواجهة الإمارات بشكل مباشر، نظراً للاستثمارات الإماراتية الضخمة في الجزائر، وخاصة في مجال التصنيع الحربي". وتابع المختص في الشؤون الإفريقية بأن "هذا ما يفسر قيام الجنرال شنقريحة، فور تعيينه قائدا للجيش الجزائري، بزيارة رسمية إلى أبو ظبي، وهي الزيارة الوحيدة التي قام بها إلى خارج البلاد منذ توليه المنصب". وذكر نور الدين أن "الجزائر تسعى إلى تمزيق وحدة المغرب الترابية وفصله عن صحرائه منذ خمسين سنة من خلال احتضان ميلشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، وتسليح عناصرها وتدريبهم وتمويلهم، ومن خلال تجند الدبلوماسية الجزائرية للترويج للمشروع الانفصالي في المحافل الدولية". يأتي هذا المستجد في وقت افتتحت فيه دول إفريقية عديدة قنصليات لها في كل من الداخلةوالعيون، وعبرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن رغبتها في افتتاح قنصلية لها بالعيون، وهو ما يؤكد الاعتراف بالسيادة الكاملة للمملكة على الصحراء المغربية.