تخرق مجموعة من حافلات النقل الحضري شروط الوقاية الصحية في العاصمة الاقتصادية للمملكة، رغم الارتفاع المتصاعد لأعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، حيث تغيب الإجراءات الاحترازية في بعض الحافلات العمومية التي تشهد ازدحاما كبيرا من لدن "البيضاويين". وفي مركز مدينة الدارالبيضاء، يُلاحظ اكتظاظ شديد أثناء انتظار قدوم الحافلة، لا سيما في الفترة المسائية؛ إذ يتجمّع المواطنون في طابور طويل دون أي احترام لمسافة الأمان، الأمر الذي قد يشكل بؤرا وبائية من شأنها نشر العدوى في أرجاء القطب المالي. ومع التدابير المشددة التي جرى الإعلان عنها في الفترة الأخيرة، يتسابق الناس من أجل الحصول على مقعد في الحافلة العمومية قبل حلول الثامنة مساءً التي تتوقف فيها وسائل النقل العمومي بالدارالبيضاء، قبل أن يتم تطبيق حظر التجوال الليلي في التاسعة ليلا. ويمكن معاينة ازدحام كبير في مجموعة من محطات حافلات النقل الحضري، وذلك في ظل عدم ارتداء المواطنين للكمامة الواقية، وغياب التباعد الجسدي، ما يؤدي بدوره إلى امتلاء جميع مقاعد الحافلة، وهو ما يشكل خطرا على الصحة العامة للمواطنين. ولا يعمد مراقبو الحافلات إلى تحسيس الركاب بضرورة الاحترام التام للإجراءات الصحية الموصى بها بسبب القفزة الوبائية التي تشهدها العاصمة الاقتصادية، بل يقتصرون فقط على التأكد من توفرهم على تذاكر السفر. ولم تنجح المصالح الإدارية المعنية في جلب الحافلات الجديدة إلى شوارع الدارالبيضاء إلى حدود الساعة، حيث يشهد ملف تدبير النقل الحضري تعثرا كبيرا منذ الموسم الفارط، ثم أخّرت الجائحة العالمية الموعد المحدد لتسليمها، لتتم الاستعانة بالحافلات المستعملة المستوردة من دول أوروبية عديدة. وكانت شركة "ألزا"، المفوض لها تدبير قطاع النقل بالدارالبيضاء، قررت اتخاذ مجموعة من التدابير الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس "كورونا"، تفاعلا مع قرار السلطات الحكومية المغربية. وقالت الشركة، في بلاغ سابق لها، إنها قررت "تخفيض الحد الأقصى لعدد الركاب لكل حافلة في الخدمة إلى عدد المقاعد المتاحة"، مع "نشر فرق عبر مختلف الحافلات لتوعية الركاب بالمسافات الواجب التقيد بها بين كل مسافر". كما أكدت الشركة، التي تدبر القطاع بالبيضاء والجماعات المجاورة، أنها ستعمل داخل الحافلات على "توزيع المطهر على جميع العاملين بالشركة، وكذا على جميع ركاب حافلات ألزا".