تعزّز الوجود الدّبلوماسيّ الإماراتيّ في الصّحراء المغربية بإعلانها فتح قنصلية عامّة في مدينة العيون. وتكمن أهميّة الخطوة ليس في كون أنّ الأمر يتعلّق بأول دولة عربيّة تفتحُ قنصليتها العامّة في الصحراء، بل لأنّها تأتي لتضع حدّ لشائعاتٍ كانت تدور بشأن طبيعة العلاقات ما بين الرّباط وأبوظبي. ويأتي إعلانُ فتح قنصلية دولة الإمارات العربية المتّحدة في الصّحراء المغربية في وقت تعرفُ فيهِ العلاقات ما بين الرّباط وأبوظبي انتعاشاً كبيراً، وهو ما أكّدته الخطوة الأخيرة المعلنة والتي تأتي لتكرّس عمق الصّداقة والأخوة التي تجمعُ البلدين. وأصبح مؤكّداً أنّ قرار الإمارات بفتح قنصلية عامّة في العيون سيشجّع باقي الدّول العربية لكي تحذو نفسَ الحذو، كما أنّه سيعطي زخماً كبيراً لقضية الصّحراء المغربية التي ستكون ضمن أجندات التّعاون بين الرباط وأبوظبي. ويؤكّد هشام معتضد، الباحث في الشّؤون الإستراتيجية، أنّ "قرار فتح الإمارات قنصلية في العيون يندرج في إطار مسلسل الدعم الفعلي للعديد من الدول التي افتتحت قنصليات لها في الجنوب الغربي للمملكة". وقال معتضد، في تصريح ل هسبريس، إن "ما يميز إقدام الإمارات العربية المتحدة على هذه الخطوة هو كونها أول دولة عربية قامت باتخاذ هذا القرار الدبلوماسي في علاقاتها الإستراتيجية مع المغرب"، مبرزاً أنّ "هذه الخطوة تحمل دلالات كبيرة لعمق العلاقات الأخوية بين المغرب ودولة الإمارات؛ وذلك لما يشكله هذا القرار من مرجعية دبلوماسية مهمة بخصوص مبدأ الشرعية في العلاقات الدولية". واستطرد الباحث ذاته "فبافتتاح هذه القنصلية، ستكون الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية قد ترجمت خطابها الدّبلوماسي الدّاعم لمغربية الصحراء إلى فعل دبلوماسي كامل الأركان على مستوى العلاقات الدولية بخصوص منطقة الصحراء". وأبرز المحلل ذاته أنّ هذه الخطوة ستحفز بكل تأكيد العديد من الدول العربية على نهج نفس المنوال لترجمة خاطبتها الدبلوماسية الداعمة لمغربية الصحراء إلى أفعال على الميدان من أجل إكمال مسلسل الدعم الفعلي لمواقفها في المحافل الدولية وتقوية الشرعية الدولية للوحدة الترابية للمغرب. وأورد المختص في الشّأن الدولي أنّ "إقدام الدول العربية على افتتاح قنصليات عامة لها في الجنوب الغربي للمغرب يندرج في إطار التماسك العربي والدفاع المشترك على وحدة أراضيه"، مبرزاً أنّ "الصحراء المغربية تعيش منعطفا تاريخيا على المستوى الدبلوماسي؛ وذلك بالانخراط الإفريقي/العربي لإعطاء مزيد من الدعم الإستراتيجي للمغرب على المستوى الدولي لإنهاء النزاع المفتعل". واختتم قوله: "هذا الدّعم الإفريقي/العربي سيشكل منصة صلبة لمزيد من المكتسبات الدبلوماسية على المستوى الدولي ومنعطفا دبلوماسيا سيحفز العديد من الدول الأوربية والأمريكية لتعزيز وتقوية أواصرها الدبلوماسية بمنطقة الجنوب الغربي للمغرب".