في وقت ينتظر المواطنون أنباء بشأن اللقاح المرتقب ضد كوفيد 19، لم تفرج وزارة الصحة إلا عن النزر القليل بهذا الشأن، آخره خبر ترؤس خالد أيت الطالب، وزير الصحة، الخميس، جلسة عمل، بحضور المديرين الجهويين للوزارة، لتدارس بعض الإجراءات والتدابير التقنية الاستباقية لتعميم التلقيح ضد فيروس "كورونا" المستجد على كافة جهات وأقاليم المملكة؛ وهو الاجتماع الذي يرى مختصون أنه جاء متأخرا عن أوانه. وفي هذا الإطار قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن "اللقاح إلى حد الساعة غير جاهز، إلا أنه لا بد من وضع إستراتيجية لتحديد طريقة التعامل معه حينما يتم تداوله في الأسواق". وأوضح حمضي أن "الهدف من الاجتماع هو التهييء لطرق التعامل مع اللقاح عند تداوله في الأسواق"، منبها إلى أهمية وضع إستراتيجية وطنية للتعامل مع الموضوع. وأشار الطبيب الباحث، في حديث مع هسبريس، إلى أن الاجتماع جاء متأخرا، إذ كان لزاما عقده والاستعداد للموضوع قبل أشهر، عندما أعلنت المختبرات عن نجاحها في المرحلتين الاختباريتين الأولى والثانية للقاح ودخولها في المرحلة الثالثة، "كما قامت به مجموعة من الدول، مثل فرنسا التي أنشأت لجنة التلقيح ضد كوفيد قبل أشهر، وتتوفر حاليا على إستراتيجية التعامل مع لقاح كوفيد 19 منشورة عبر الأنترنيت يوليوز الماضي"، حسب تأكيده. وأفاد المختص ذاته بأن أهمية دور اللجنة التي تضم الخبراء والمهنيين تكمن في وضع إستراتيجية التعامل مع اللقاح، وقال: "الفائدة من الإستراتيجية هي تحديد وقت وصول اللقاح، وتوقع ثمنه والكمية التي يمكن أن يشتريها المغرب، والأشخاص الذين تعطى لهم الأولوية في التلقيح، وبناء سيناريوهات بناء على المعطيات والاحتمالات". وأوضح حمضي أن دور اللجنة أيضا هو الإجابة عن مجموعة من التساؤلات من قبيل: ما هو الهدف من اللقاح، هل حماية الأشخاص أو إيقاف الوباء أو الحفاظ على الحياة الاقتصادية والمدرسية والاجتماعية أو كل هذا؟، مشيرا إلى أن الإجابة عن هذه التساؤلات تتم بالاستعانة بعدد من الدراسات التي تقام حول هذه اللقاحات وفائدتها والأشخاص المستهدفين منها، "وهو موضوع كان يجب التفكير فيه قبل هذا الوقت". وحسب المتحدث ذاته فإن في المغرب توجها نحو تكليف اللجنة التي تهتم بباقي اللقاحات الأخرى، مثل لقاحات الأطفال وغيرها، بلقاح كوفيد 19، وتابع: "كوفيد لا علاقة له بباقي الأمراض المعروفة، وبالتالي لا يتطلب العمل نفسه، لأننا نتحدث عن مرض مستجد، وعن لقاحات غير موجودة إلى حد الساعة ولا نعرف خصائصها بعد؛ هل لها فعالية عند المسنين مثلا أم لا؟ وما هو النوع الذي يناسب بلدنا أكثر إذا ما تم اعتماد عدة لقاحات؟ وبأية كميات؟ ومتى؟".