تنفيذا للتعليمات الملكية، استقبل عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، يوم الجمعة بالرباط، كاتب الدولة الأمريكي في الدفاع مارك إسبر، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المملكة من 01 إلى 03 أكتوبر الجاري. وأورد بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن المسؤولين أجريا محادثات بحثا خلالها مختلف أوجه التعاون الثنائي في مجال الدفاع الوطني، وكذا آفاق تطويرها، كما عبرا عن ارتياحهما لمتانة وتميز واستمرارية ودينامية التعاون الثنائي، "الذي يعكس العلاقات المتميزة والشراكة الإستراتيجية التي تربط بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية". وبهذا الخصوص، يضيف البلاغ، "اتفق المسؤولان بشأن تعاون عسكري بين القوات المسلحة للبلدين، يتمحور حول توطيد الأهداف الأمنية المشتركة، خاصة تحسين درجة الاستعداد العسكري، وتعزيز الكفاءات وتطوير قابلية التشغيل البيني للقوات". وفي هذا الإطار، أبرز لوديي الالتزام الراسخ والإستراتيجية متعددة الأبعاد التي يعتمدها المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتدبير الإنساني لأزمة الهجرة، مؤكدا على الدور الذي يضطلع به المغرب كفاعل في الاستقرار الإقليمي بمنطقتي الساحل والمتوسط، "لاسيما الجهود التي تبذلها المملكة في إطار التعاون جنوب- جنوب من أجل التنمية الاقتصادية وتعزيز قدرات القوات العسكرية للعديد من البلدان الإفريقية، خاصة في ما يتعلق بالتدريب وتبادل الخبرات". كما اقترح الوزير لوديي تعزيز التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة من خلال النهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار بالمغرب في قطاع صناعة الدفاع، من أجل التحفيز على نقل التكنولوجيا والبناء التدريجي للاستقلالية الإستراتيجية للمملكة في هذا المجال. وفي اليوم ذاته، وبتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبل الجنرال دو كور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية مارك إسبر، على مستوى القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط. وكشف البلاغ أن المحادثات جرت بحضور سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، ديفيد فيشر، والملحق العسكري لدى السفارة الأمريكيةبالرباط؛ وتناولت حصيلة التعاون العسكري الثنائي، الذي يشمل تنظيم التدريبات المشتركة وتبادل الزيارات والمشاركة في مختلف التمارين والدورات التكوينية. وأكد الطرفان إرادتهما المشتركة تطوير علاقات التعاون العريقة القائمة بين القوات المسلحة للبلدين بنفس روح الصداقة والثقة المتبادلة؛ "كما أن تعميق هذه العلاقات ينبغي أن يتم عبر تعزيز التعاون التقني وتنويعه لإدماج جوانب من شأنها تعزيز قابلية عمل القوات المسلحة وقدرتها على مواجهة فعالة للتهديدات المحتملة". والتزم الجانبان من جهة أخرى بالعمل على تتبع أشغال اللجنة الاستشارية للدفاع بين المغرب والولاياتالمتحدة، لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين. ويعد تنظيم التدريبات المشتركة المغربية الأمريكية "الأسد الإفريقي" أبرز جوانب هذا التعاون؛ وهي تدريبات كبرى، تعتبر من بين التدريبات العسكرية المشتركة الهامة في العالم. وختم البلاغ بأن هذه المحادثات عرفت حضور مفتشي ورؤساء مكاتب القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، والوفد المرافق لكاتب الدولة الأمريكي في الدفاع، وممثلين عن السفارة الأمريكيةبالرباط.