تتواصل ردود الفعل بخصوص سماح السلطات المغربية للناشطة المحسوبة على جبهة البوليساريو الانفصالية أمينتو حيدار بتأسيس تنظيم سياسي معاد للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ومقره مدينة العيون. وكانت الناشطة الانفصالية، ومعها حوالي 30 صحراوياً، عقدوا الأسبوع الماضي مؤتمراً تأسيسياً لما تسمى "الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي"، وذلك بعد حل "تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان"، المعروف اختصاراً ب "كوديسا". وتباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لتجاهل السلطات المغربية للمولود الانفصالي الجديد، حتى لا يتم استغلال المنع كورقة لصالح البوليساريو في المحافل الدولية، وبين معارض لتساهل السلطات مع تحركات الانفصالية أمينتو حيدار التي خرجت بوجه سياسي مكشوف بعد الغطاء الحقوقي. وتعرف القضية الوطنية تطورات ميدانية على مستوى تحركات جبهة البوليساريو في المعبر الحدودي الكركرات، إذ عمد التنظيم الانفصالي إلى نقل مدنيين صحراويين من مخيمات الرابوني إلى جوار المعبر من أجل فرض اعتصام بالخيام، في خطوة تهدف إلى تكرار سيناريو مخيم "إكديم إيزيك"، وذلك من أجل المطالبة بإغلاق المعبر. وفي سياق التطورات ذاتها، قام الجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، بزيارة إلى المنطقة الجنوبية، وبالضبط بالجدار الأمني. وحل المسؤول العسكري بالجدار الأمني، أمس الخميس، مرفوقا بعدد من المسؤولين العسكريين بالمنطقة وآخرين تابعين للقيادة العليا، للاطلاع عن كثب على الوضع هناك. وقال يوسف غربي، رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، رداً على هذه التطورات، إن هناك طلباً سابقاً من أجل انعقاد اللجنة لدراسة مستجدات القضية الوطنية، بما في ذلك تحركات انفصاليي الداخل مؤخراً. وشدد غربي، في تصريح لهسبريس، على أن العمل الحزبي الميداني بالأقاليم الجنوبية يعتبر مدخلا أساسيا لتطويق تحركات الانفصاليين بالمنطقة، مضيفا أن هذه الاستفزازات الأخيرة جار بها العمل في كل سنة غداة انعقاد الجمعية العامة بالأمم المتحدة، وخصوصا مع اقتراب موعد التصويت على تقرير مجلس الأمن بخصوص بعثة "المينورسو". وتواصل جبهة البوليساريو الانفصالية التحضير لمخططها بالمعبر الحدودي، إذ أظهر شريط تنقل عشرات الصحراويين بسيارات رباعية الدفع في اتجاه معبر الكركرات، وهو ما يندر بتطورات ميدانية ورد فعل مغربي قد يكون حازماً هذه المرة تجاه الاستفزازات المتكررة.