رغم التطمينات الوزارية بخصوص توفير الإجراءات الصحية الوقائية في فضاءات التربية والتكوين، إلا أن تلاميذ بعض الفرعيات الكائنة في المناطق الجبلية تفاجؤوا ب "غياب" مواد التعقيم والمطهرات الكحولية وغيرها من التدابير الاحترازية الموصى بها. وأفادت فعاليات محلية ببعض دواوير سوس والأطلس بأن الدخول المدرسي الحالي عرف "ارتباكاً" هذه السنة، بالنظر إلى الطابع الفجائي لأزمة كورونا التي تشهدها المملكة، موردة أن البنيات اللوجستيكية في العالم القروي لا تسمح بأجرأة التوجيهات الصحية. وأبرزت المصادر عينها أن "الحجرات الدراسية في بعض المناطق الجبلية النائية تفتقد إلى أبسط مقومات العملية التعليمية"، مسجلة "تهالك الأقسام الدراسية وبُعد الوحدات التعليمية عن التلاميذ، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة". ولفتت الفعاليات ذاتها إلى "صعوبة تطبيق البروتوكول الصحي المعمول به"، مستغربة "انعدام رؤية مركزية للنهوض بقطاع التعليم القروي"، مشيرة أيضا إلى ضرورة "أجرأة البروتوكول الوقائي في الفرعيات الجبلية، وإجراء التحاليل الطبية لفائدة الأطر التعليمية القادمة من المدن المجاورة". ويسود غضب كبير وسط الأطر التربوية بسبب تحميلها مسؤولية تعقيم المؤسسات التعليمية، حيث يؤكد الأساتذة أن المهام المنوطة بهم تنحصر في المجال التربوي فقط، بينما يفترض تكليف شركات خاصة أو مساعدين للقيام بمهمة التعقيم.