وجد أصحاب القاعات الرياضية بالدار البيضاء أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، في ظل استمرار الإجراءات والتدابير الاحترازية من لدن السلطات العمومية، القاضية بإغلاق مثل هذه الأماكن للحد من انتشار فيروس كورونا. وبالرغم من أن العديد من أن العديد من القطاعات قد بدأت تستأنف العودة إلى العمل، فإن القاعات الرياضية لا تزال تعيش على وقع الإغلاق؛ وهو ما يترتب عنه خسائر كبيرة، وتوقف مدخول العديد من المدربين والعاملين بها. ويرى أصحاب القاعات الرياضية الذين تحدثت إليهم جريدة هسبريس الإلكترونية أن الجائحة خلّفت العديد من الخسائر والأضرار لهم، بعد قرار السلطات العمومية القاضي بإغلاقها خشية انتشار الفيروس في صفوف روادها. ويطالب هؤلاء المتضررين من السلطات المحلية بالدار البيضاء بالعمل على تخفيف وطأة معاناتهم جراء الإغلاق المستمر منذ الحجر الصحي، حيث تراكمت الديون وواجبات الكراء على كثير منهم، داعين والي الجهة إلى أخذ هذا الوضع بعين اعتبار على غرار باقي القطاعات الأخرى. وحسب مسير لإحدى القاعات الرياضية على مستوى الطريق الساحلية بعين السبع بالدار البيضاء، فإن استمرار الإغلاق "سيؤدي إلى إفلاس القاعات خصوصا الصغرى، بالنظر إلى تراكم الديون وواجبات الكراء وفواتير الماء والكهرباء". ولفت المتحدث نفسه، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنه بمجرد فتح المحلات سرعان ما تعود إلى الإغلاق؛ وهو ما يخلف أزمة للقاعات ومسيريها، ناهيك عن أن ذلك التخبط يؤثر على العلاقة التي تجمعهم بالزبناء الذين يمارسون الرياضة بداخلها. وعلى الرغم من أن بعض القاعات الرياضية، خصوصا الموجودة بالأحياء الراقية، تتميز بشساعتها، فإن أصحابها يشكون استمرار الإغلاق وتأثير ذلك على الزبناء، حيث يشير أربابها إلى تضررهم جراء ذلك، ويطالبون بفتحها مع التقيد بالإجراءات الاحترازية. أما على مستوى الحي المحمدي والأحياء الشعبية، فإن قاعات الرياضة الصغرى يشكو أصحابها من هذا الوضع، مؤكدين أنهم صاروا على حافة الإغلاق بشكل نهائي نظرا لعدم قدرتهم على مسايرة المصاريف المتزايدة والمتراكمة. وأكد مهدي، مدرب بإحدى القاعات الرياضية بالحي المحمدي، أن جائحة "كورونا" تسببت في متاعب جمة لأصحاب القاعات الرياضية؛ وهو ما يتطلب من السلطات التدخل السريع قبل إعلان الكثيرين إفلاسهم، مشيرا إلى أن هذه القاعات تحترم التدابير وتوفر التعقيم والتباعد الجسدي بين الممارسين. ولفت المتحدث نفسه إلى أن هذه القرارات المتخذة من لدن السلطات لها انعكاسات حتى الزبناء الراغبين في ممارسة الرياضة، لا سيما الشبان الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام الذين يجدون أنفسهم بدون مكان لذلك؛ ما يؤثر على صحتهم. ويناشد أصحاب القاعات الرياضية بالدار البيضاء سلطات العاصمة الاقتصادية من أجل أخذ وضعيتهم رهن الاعتبار والسماح لهم بفتح المحلات باتباع التعليمات الصحية واحترامها، لتفادي الإفلاس والإغلاق النهائي، مؤكدين أنهم قد يلجؤون إلى الاحتجاج والتصعيد في حالة استمرار ذلك على غرار الاحتجاج الذي قام به زملاؤهم بمدينة طنجة.