دفعت التطورات الوبائية الأخيرة التي تشهدها المملكة مهنيي الصيدلة إلى المطالبة بتوفير التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية على مستوى الصيدليات، من أجل الحد من تنقلات المواطنين، استحضاراً لأعداد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد في الأسابيع المنصرمة. ووجهت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب مراسلة رسمية إلى وزير الصحة، تنادي عبرها بالاستعانة بالصيدليات، بوصفها مرافق صحية مؤهلة، لتلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية؛ وذلك تحسبا لأي تطور وبائي قد يفاقم الوضعية الصحية الحالية، تبعاً للمصدر عينه. وأعربت الكونفدرالية عن استعدادها لتلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية في الفترة الخريفية، التي تصادف هذه السنة حالة الطوارئ الصحية المرتبطة بجائحة "كورونا"، لافتة إلى ضرورة "إيلاء أهمية أكبر لهذه الحملة، قصد تحصين صحة المواطنين من العدوى". وأبرزت المراسلة أن إشراك قطاع الصيدلة في العملية يندرج ضمن المقاربة الاستباقية المطلوبة واليقظة الضرورية لحماية الأمن الصحي للبلاد، استعدادا لعملية التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية بشكل فعال، لاسيما تقريب عمليات التلقيح من الفئات المستهدفة، مثل المسنين وذوي الأمراض المزمنة. وتعليقا على ذلك، قال محمد لحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، إن "المنظومة الصحية المغربية أبانت عن هشاشتها، بحيث لا يمكنها مواجهة فيروسيْن في آن واحد"، مشيرا إلى أن "اختلاط الأنفلونزا الموسمية مع الجائحة سيكون طامة كبرى للبلد". وأضاف لحبابي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الحجر الصحي يصعّب عملية تنقل المواطنين من أجل الحصول على التلقيح، لاسيما المسنون والمصابون بالأمراض المزمنة"، مبرزا أن "الصيدليات توجد في مناطق نائية تغيب فيها وزارة الصحة، وبالتالي سيشكل إشراكها حلا عمليا للسكان". وأوضح المتحدث أن "العديد من الدول المتقدمة طبقت هذا الإجراء، وسارت على نهجه دول الجوار، من قبيل الجزائر وتونس، حيث يحق للصيادلة تلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية"، ثم زاد شارحا: "كانت نسبة التلقيح لا تتعدى 5 في المائة قبل سنتين بفرنسا، لكنها ارتفعت الآن لتبلغ 65 في المائة". وأكد المسؤول عينه أن "نسبة تلقيح المواطنين، خلال السنة الفارطة، لم تتعد 2 في المائة بالمملكة المغربية"، موردا أن "الأطر الصيدلانية تريد المشاركة في تطوير المنظومة الصحية، حتى لا نبقى متأخرين بالمقارنة مع بلدان الجوار، بعدما أبانت عن نجاحها في تدبير العملية"، وفق تعبيره.