رفضت شبيبات حزبية مقترحاً قدم إلى وزارة الداخلية يقضي بإلغاء اللائحة الوطنية للشباب خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وتعويضها ب"لائحة الكفاءات الحزبية"، وهو نقاش يتجدد في كل مرة قبيل السنة الانتخابية. وقدم عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال اجتماع الجمعة الماضي مع وزير الداخلية، مقترحا بإلغاء اللائحة الوطنية للشباب (30 مقعداً)، وإضافتها إلى اللائحة الوطنية للنساء لتصبح ب 90 مقعداً عوض 60 مقعدا المخصصة حاليا للنساء. وتدافع أحزاب من المعارضة البرلمانية عن تعويض "لائحة الشباب" ب"لائحة الشباب والكفاءات الحزبية" من أجل إعطاء الفرصة لأطر حزبية غير قادرة على المنافسة في الميدان الانتخابي أمام "الكائنات الانتخابية" بتعبيرها. وفي وقت تعتبر بعض الأصوات والتنظيمات السياسية أن "لائحة الشباب" هي بمثابة ريع سياسي وجب القطع معه، يرى الشباب الحزبي أن هذه اللائحة التي جاءت بعد دستور 2011 والحراك العربي بالمنطقة الذي قاد مجموعة من الطاقات الشابة إلى قبة البرلمان، وساهمت في الترافع حول قضايا الشباب في السياسات العمومية. ضرب للمكتسبات وقال عبد الله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، إن الجولة الأخيرة التي قام بها الكتاب العامون للشبيبات على قادة الأحزاب السياسية، "لمسنا فيها تجاوبا إيجابيا حول مطالبنا، بما في ذلك اللائحة الوطنية للشباب كمكتسب وجب الحفاظ عليه وتعزيزه". وحذر الصيباري من انعكاسات إلغاء اللائحة الوطنية للشباب على نسبة مشاركة هذه الفئة في الاستحقاقات المقبلة، معتبراً أن "المعطيات الرسمية تؤكد أن نسبة مشاركة الشباب في العمل السياسي هي 1 في المائة، وفي حالة ضرب مكتسبات اللائحة فعلينا أن نتوقع تراجع هذه النسبة، لأنه لا يمكن أن تقنع شابا بالمشاركة في العملية السياسية في ظل عدم تمثيله بلائحة الشباب". وشدد الكاتب العام لشبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي، المشارك في الائتلاف الحكومي، في تصريح لهسبريس، على أن إقناع الشباب بالمشاركة السياسية يستوجب تواجد صوت الشباب داخل المؤسسة البرلمانية، مشيرا إلى أن الشبيبات تتوفر على كفاءات وطنية وطلابية. ويرى الصيباري أن الواقع الانتخابي المغربي معروف ويصعب على الشباب أن يجد مكانه فيه دون المرور عبر "اللائحة الوطنية"، داعياً إلى إحداث آليات جديدة تمكن الشباب في المشاركة في الجماعات الترابية والجهات ومجالس الأقاليم في حالة البحث عن بديل للائحة. وأوضح المتحدث أن "دفاع قيادات سياسية عن 'لائحة الكفاءات الحزبية' بداعي عدم وجود كفاءات شبابية هو أمر مبهم ويثير الكثير من الأسئلة، وما هو إلا حاجة في نفس يعقوب"، وفق تعبيره. دوائر الأعيان بدوره أكد يونس سراج، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، معارضته إلغاء لائحة الشباب الوطنية، متسائلا: "الوجوه الانتخابية نفسها تسيطر على الدوائر في الجهات والأقاليم، فكيف سيجد الشباب موقعهم مع هؤلاء؟". واعتبر سراج، في حديث لهسبريس، أن "حجة الكفاءات الحزبية على حساب الشباب تعتبر جريمة في حق الشباب المغربي"، متشبثا بالإبقاء على لائحة الشباب في ظل الظروف الحالية، "مع البحث عن آليات جديدة تمكن الشباب من الترشح في الجهات والأقاليم والجماعات الترابية حتى يراكموا تجارب سياسية تمكنهم من المنافسة مستقبلا في دوائر برلمانية". وأورد سراج، في تصريحه، أن تقديم البعض مقترح إلغاء لائحة الشباب يعني أن "تواجد هذه الفئة داخل المؤسسات السياسية يزعجهم"، معتبرا أن تجربة الشباب في الولايتين السابقتين "كانت متميزة وحملت وجوها ذات كفاءة إلى قبة البرلمان". ورداً على اعتبار "لائحة الشباب" ريعاً سياسياً يرى سراج أن هذا المنطق قد ينطبق أيضا على "لائحة النساء" التي يحرص بعض السياسيين على أن يضعوا فيها مقربات وصديقات، بحسبه، وزاد أن إلغاء لائحة الشباب سيجعل البرلمان "مليئاً بالوجوه الشبابية المنتمية إلى الأعيان، فهناك تجربة لبرلماني من الأعيان أدخل معه ابنته إلى المؤسسة التشريعية". وشدد الكاتب العام لشبيبة حزب التقدم والاشتراكية المعارض على أن "80 في المائة من الدوائر الانتخابية في المغرب يسيطر عليها الأعيان، وبالتالي فإن حصول أي شاب على مقعد برلماني في هذه الدوائر يبقى مستحيلاً". وانتقد المصدر ذاته "لائحة الكفاءات الحزبية"، وقال إن هذا المقترح دليل على أن الأحزاب اليوم غير قادرة على ترشيح أطرها عن طريق اقتراع محلي للولوج إلى البرلمان.