قالت اللجنة الإقليمية لأطر التوجيه التربوي بإقليم طاطا، المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي، إنها رصدت عدة تجاوزات "خطيرة" في تدبير التوجيه المدرسي والمهني على مستوى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بطاطا؛ إذ رغم تنبيهها إلى بعض منها خلال الموسم المنصرم، "إلا أن المدير الإقليمي يصر على نهج سياسة الآذان الصماء والضرب بعرض الحائط كل المرجعيات والمذكرات المؤطرة لهذا المجال". فعلى مستوى التدبير، أوردت مراسلة موجهة من التنظيم النقابي إلى المصالح المركزية والجهوية والمحلية لوزارة التربية الوطنية، تتوفر عليها هسبريس، أنه "رغم تدبير المدير الإقليمي لهذا القطاع الهام لمدة أربع سنوات، فإنه لم يعمل على إحداث أو تجهيز ولو فضاء واحد للتوجيه على مستوى المؤسسات التعليمية بالإقليم، والاكتفاء بتضليل الرأي العام أثناء زيارة وزير التربية الوطنية، وذلك من خلال تقديم فضاءات وهمية ومسك أرقام مضللة في برنامج "رائد" حول وضعية التوجيه بالإقليم". وعابت المراسلة "استمرار المدير الإقليمي فيما أسماه في العديد من اللقاءات الرسمية ب(التوجيه التعسفي) للمتعلمات والمتعلمين نحو الشعب العلمية دونما أخذ بعين الاعتبار رغباتهم ومشاريعهم الشخصية وقدراتهم الدراسية"، متهمة إياه ب"الإصرار على حرمان المتعلمات والمتعلمين من تصحيح الاختيارات المفروضة عليهم في مرحلة إعادة التوجيه، في تجاهل تام للمذكرات الوزارية"، فضلا عن "عدم توفير الحد الأدنى من وسائل العمل". كما تتجلى تجاوزات المديرية الإقليمية للتعليم في طاطا، وفقا للوثيقة ذاتها، في "عدم احترام المعايير والإجراءات العملية المرتبطة بتحيين خريطة القطاعات المدرسية وفق معايير المذكرة 17/022 وإسنادها بدون تنسيق مع الأطر"، إلى جانب "تغيير الشعبة الدراسية خلال الموسم الماضي لقسم برمته في إحدى الثانويات التأهيلية وذلك خارج الآجال القانوني، ودون رغبة من المتعلمات والمتعلمين، وكذا قرصنة بعض الأقسام لفائدة مؤسسات أخرى". وندّد المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي، عبر اللجنة الإقليمية لأطر التوجيه التربوي المنضوية تحت لوائه، بهذه الممارسات "اللامسؤولة" والاستمرار في "نهج سياسة التدبير الأحادي المفتقر للكفاءة اللازمة، والمشوب بشتى أساليب المزاجية"، داعيا المدير الإقليمي إلى "العمل فورا على تصحيح هذا الوضع الكارثي"، محملا إياه المسؤولية كاملة فيما "ستؤول إليه الأوضاع في قادم الأيام"، محتفظا ب"حقه في اتخاذ كل الخطوات النضالية المناسبة". ومن أجل استقاء رأي المصالح الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم طاطا، ربطت هسبريس الاتصال بعبد الرحمان الراجي، المدير الإقليمي للوزارة بطاطا، وتمت موافاته بنسخة من مراسلة التنظيم النقابي عبر تقنية التراسل الفوري، مرفقة برسائل صوتية ومكتوبة حول هويتنا وموضوع الاتصال، غير أننا لم نتلقّ منه أي ردّ.