اعتبرت نقابات تعليمية بإقليم طاطا، ضمن بيان توصلت به هسبريس، أن المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية "مازال ينهج سياسة الآمر والناهي وكأنه يسير ضيعته الخاصة، في احتقار وتجاهل تام لملاحظات ومقترحات الفرقاء الاجتماعيين ومكونات العملية التعليمية، مما عجل بدخول مدرسي متعثر وفاشل عنوانه: التخبط والعشوائية والحلول الترقيعية غير التربوية، وهو ما سيزيد من حدة الاحتقان والاحتجاج في الأيام القادمة إن أصر هذا المسؤول على ضرب مبدأ الشراكة الحقيقية الذي تؤطره المذكرة الوزارية 103، وإن أصر كذلك على تكريس ثقافة الاقصاء والعبث والتحقير والاستهزاء". وقالت الوثيقة ذاتها إن "النقابات التعليمية الست بإقليم طاطا، التي انسحبت من أشغال اجتماع اللجنة الإقليمية ليلة يوم الأحد 15 شتنبر 2019، وعلقت أشغالها، بعدما تهرب المدير الإقليمي من الحضور وانتدب بعض رؤساء المصالح للنيابة عنه، وبعدما تأكد للنقابات أن المديرية الإقليمية ليست لها الإرادة الحقيقية والشجاعة التربوية لحل المشاكل ومقاربة قضايا الشأن التعليمي بمنطق الإشراك الفعلي والتشارك البناء"، فهي تعلن عن "استنكارها الشديد للممارسات السلطوية والعنترية الصادرة عن المدير الإقليمي في خرق سافر منه لكل الأدبيات والأخلاقيات المعمول بها في الحقل التربوي". كما ندّدت النقابات الموقعة على البيان ب"التستر المفضوح على العديد من المناصب الشاغرة الحقيقية بالأسلاك الثلاث"، محملة المدير الإقليمي مسؤولية "الاحتقان الذي تعرفه الساحة التعليمية وبداية الدخول المدرسي الحالي"، إلى جانب رفضها "الإجراءات الترقيعية العشوائية وغير التربوية التي قام بها المدير الإقليمي، والتي تتعارض مع شعار تجويد التعلمات ومنطوق المذكرات الوزارية، وتشبتها بضرورة التراجع الفوري عنها"، كما عبرت عن رفضها لما وصفته ب استعمالات "زمن العبث والمعاناة التي فرضها المدير الإقليمي"، وطالبت بإلغائها وإعداد استعمالات زمن ب"مقاربة تربوية وبيداغوحية تراعي مصالح التلاميذ والمدرسين". عبد الرحمان الراجي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطاطا، نفى في اتصال أجرته معه هسبريس أي "استخفاف بشركائنا الدائمين والأساسيين، النقابات التعليمية"، موضحا أن "جلسات حوار جرت على مدى 3 أيام متتالية، خرجت بتوافقات مهمة، وبخصوص يوم الأحد، فقد غادرت جلسة الحوار لضرورة استعجالية تتجلى في الوقوف ميدانيا على سير الأشغال بعدد من الداخليات والمؤسسات الثانوية للتأهيل المندمج". وأوضح المسؤول التربوي ذاته أن المقاربة التي "نعتمدها هي التعاون والوضوح والبحث عن الحلول للمشاكل المطروحة، بكل هدء وبروح من المسؤولية واحترام تام للفرقاء الاجتماعيين، وذلك من أجل إنجاح سبل تدبير القطاع إقليميا، تدبيرا واستراتيجيا، بمشاركة كافة الشركاء والمتدخلين، بحسن نية وبتضافر جهود الجميع". واعتبر المسؤول ذاته أن "الأمور لم تصل إلى درجة التعثر، كما لا يوجد أي شنآن بيننا وبين النقابات"، مؤكدا أن المديرية "وباعتبار الدخول المدرسي محطة أساسية، فإننا نعمل على تأهيل القطاع من أجل جودة المنتوج". وشدد المتحدث على أن التوافق مبدأ "نسير وفقه مع كافة شركائنا، والنقابات التعليمية شريك أساسي لنا، فقد أُسست بطلب من عامل إقليم طاطا اللجنة الإقليمية لدعم التمدرس، تضم النقابات والجماعات والفاعلين الاقتصاديين والجمعويين، وهي فضاء للاقتراح والبحث عن الحلول بمنطق تشاركي محض، لا غالب ولا مغلوب فيه، غير مصلحة المتعلمين والمتعلمات". وأضاف المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطاطا قائلا: "أبوابنا مفتوحة للحوار، للبحث وتدارس كافة القضايا المطروحة أو المحتملة، وقد دعونا إلى لقاء مع النقابات بعد زوال الإثنين لمواصلة الحوار حول بعض النقط الخلافية".