فوقَ البحر الأبيض المتوسط، حلّقت طائرات F-16 المغربيّة جنباً إلى جنب مع طائرات أمريكية من طراز B-52H Stratofortress الخاصّة بجناح القاذفات الخامس في قاعدة مينوت الجوية داكوتا الشّمالية، خلال مهمة عسكرية تسمّى "Bomber Task Force Europe"، التي اعتبرتها أمريكا "تقوّي وتعزّز الشّراكة مع حلفائنا والتزامنا المشترك بالأمن والاستقرار العالميين". وتضمّنت المهمة الأولى مشاركة أربع طائرات مغربية من طراز F-16. إلى جانب طائرات B-52، بحيث أظهرت الطّائرات النّفاثة قدراتها القتالية في تمارين محاكاة من خلال اعتراض المدمّرة USS Roosevelt الأمريكية التّابعة للبحرية الأمريكية، والتي تحاكي سفينة معادية، في جنوب البحر الأبيض المتوسط. وبيّنت صورة نشرتها صفحة السفارة الأمريكية في الرباط على صفحتها "فيسبوك" طائرات F-16 وهي تحلّق بالقرب من طائرة B-52 العملاقة، في ما يشبهُ مهمّة الخفر العسكري. وقال الجنرال ماجور جويل تايلر، مدير العمليات بالقيادة الأمريكية في إفريقيا، إن "إجراء هذه المهام جنبًا إلى جنب مع شركائنا الأفارقة يظهر المدى التّعاون الإستراتيجي لقواتنا والتزامنا الجماعي لضمان الأمن والاستقرار"، مبرزاً أنّ "هذه المسألة تمثّل مصلحة حيوية للولايات المتّحدة". وقال تايلر: "تُظهر هذه الجهود احترافية وخفة الحركة وقدرات قواتنا مع الشركاء الدوليين للتعامل مع البيئة الأمنية العالمية المعقدة والديناميكية، بالإضافة إلى التزامنا بضمان حرية الملاحة في البحر الأبيض المتوسط". وتمكّن هذه المهام الشّركاء الأمريكيين والدوليين من الحفاظ على حالة عالية من الاستعداد وقابلية التشغيل البيني والكفاءة، مما يعزز قدرة الولاياتالمتحدة والشركاء الدوليين على مواجهة التحديات والأهداف الأمنية المشتركة. وشدّد الجنرال تايلر: "هذه المهمات هي طريقة ملموسة نظهر بها التزاماتنا لشركائنا الأفارقة". ونشر التّمثيل الدّبلوماسي الأمريكي، في حسابه على تويتر، صورة تظهر طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو المغربي تحلق إلى جانب القاذفات الاستراتيجيةB-52H Stratofortress ، التابعة لجناح القنبلة الخامس، من قاعدة مينوت الجوية، داكوتا الشمالية". وقالت السّفارة الأمريكية في الرباط: "العمليات والمهام المشتركة مع حلفائنا وشركائنا تثبت وتعزز التزامنا المشترك بالأمن والاستقرار العالميين". ويمثّل المغرب حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو، يعقد بانتظام مع أمريكا مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة. وتعتبر المملكة لاعبًا عالميًا في مكافحة الإرهاب وتعمل بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة ومع شركائها الأوروبيين لحماية الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي. كما يتعاون الجيشان المغربي والأمريكي في إطار مناورات "الأسد الإفريقي" العسكرية المصممة لتحسين إمكانية التشغيل البيني والفهم المتبادل لتكتيكات وتقنيات وإجراءات كل دولة.