عبر العديد من آباء وأمهات التلاميذ بالدارالبيضاء عن تخوفهم على مستقبل أبنائهم، بعد قرار السلطات الحكومية تأجيل الدخول المدرسي بسبب تفشي فيروس كورونا في الفترة الأخيرة. ففي الوقت الذي تشهد فيه مدارس المملكة استقبال التلاميذ وبداية الدخول المدرسي الذي اختارت غالبية الأسر أن يكون حضوريا، فإن مدارس ومؤسسات الدارالبيضاء، بصنفيها العمومي والخصوصي، ما تزال مغلقة، إلى حين مرور 14 يوما وتحسن الوضعية الوبائية. وكشف عدد من الآباء والأمهات أن هذا الوضع مقلق بالنسبة إليهم، وأن أكثر ما يتخوفون منه جراء تأجيل الدخول المدرسي الحضوري، هو ضياع جزء من عمر السنة الدراسية، خصوصا بعد التعثر الذي طبع الدراسة خلال الموسم الدراسي الماضي على الرغم من اعتماد التعليم عن بعد كصيغة لتجاوز تداعيات الجائحة. ولفت هؤلاء، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، الانتباه إلى كونهم كانوا يرغبون في متابعة أبنائهم للدروس عن بعد بالنظر إلى أهمية هذا النمط، إلا أن تجربة المغرب في هذا المجال ما زالت في بداياتها الأولى وتعرف تعثرات كبيرة. وشددوا في تصريحاتهم على تخوفهم من تراجع مستوى التلاميذ، لا سيما أن التعليم عن بعد يتسبب في جعل التراخي يدب إلى الأطفال، عكس التعليم الحضوري الذي يعتمد على مشاركة التلميذ في الدروس. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن الأطر التربوية بعدد من مدارس وثانويات الدارالبيضاء بدأت في عقد اجتماعات للشروع في تسجيل وتصوير الدروس التي سيتم بثها عبر وسائط مختلفة في إطار "التعليم عن بعد". وبحسب مصادر هسبريس، فإن بعض الأساتذة بدؤوا التنسيق فيما بينهم بحسب المواد التي يدرسونها من أجل تصوير حلقات وإعدادها لتكون جاهزة وفي متناول التلاميذ قريبا. وأوضحت المصادر نفسها أن بعض جمعيات الآباء والأمهات تم الاتفاق معها في بعض المؤسسات التعليمية لتجهيز قاعات سيتم فيها تصوير الدروس من طرف الأساتذة، قصد عرضها وإيصالها للتلاميذ في الأيام المقبلة. وكانت السلطات الحكومية قد اتخذت مجموعة من التدابير الاحترازية على مستوى مدينة الدارالبيضاء، على رأسها إغلاق جميع المؤسسات التعليمية، من ابتدائي وإعدادي وثانوي وجامعي، واعتماد صيغة التعليم عن بعد، على إثر تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجد بها في الآونة الأخيرة.