يواصل المشعوذون والمشعوذات في المغرب جرائمهم ضد بعض الحيوانات الأليفة، وخاصة القطط، إذ لا تكاد تمر مناسبة عاشوراء دون العثور على قطط خِيطت أفواهها، بعد حشوها بالطلاسم وغيرها من الأدوات التي يستعملها المشعوذون في أعمالهم. في مدينة سطات، ذهبت قطتان ضحيتين لأعمال المشعوذين خلال ذكرى عاشوراء الأخيرة، إحداهما تم إنقاذها من موت محقق، والثانية لقيت حتفها، بسبب المواد السامة التي لُقّمت لها قبل خياطة فمها، واضطرّت إلى بلعها. بدأت قصة القطتين بعد نشر شابة من مدينة سطات "تدوينة" على "فيسبوك" تخبر فيها بوجود قطتين في وضعية سيئة في زقاق بالمدينة، حيث خيط فمَاهُما بالكامل، وتنصح فيها أصدقاءها بالانتباه إلى قططهم، لأن هناك من يستغل هذه الحيوانات الأليفة في القيام بأعمال السحر والشعوذة. يقول ياسين هروشي، رئيس جمعية "مشيشات"، إنه بعد اطلاعه على "التدوينة" تواصل مع صاحبتها من أجل نقل القطتين إلى طبيب بيطري لإسعافهما، وهو ما تمّ، إذ تم الإمساك بالقطة الصغيرة فيما فرّت الثانية، ولاحقا تم نقلها إلى مدينة الدارالبيضاء، لكنها لم تصمد أمام خطورة المواد التي مُلئ بها فمها وبلعتها. ولحسن حظ القطة الأم التي تم الإمساك بها في ما بعد أنها لم تبتلع الأشياء التي تم حشو فمها بها، إذ تمكن متطوعون من فك رباط فمها واستخراج تلك المواد، ما وفر لها فرصة جديدة للاستمرار في الحياة، وتلافي مصير ابنتها التي نفقت رغم محاولة علاجها. ابتسام، الشابة التي عثرت على القطتين في حي ميمونة بمدينة سطات، قالت إنها حملتهما إلى بيتها، وفي اليوم الموالي نقلتهما إلى عيادة الطبيب البيطري، حيث لُقحت القطة الأم واستُخرج ما في فمها بعد فك الخيوط التي خيط بها، ونُقلت ابنتها إلى الدارالبيضاء. وأوضحت ابتسام، في حديث لهسبريس، أن القطة الصغيرة سهُل إمساكها، "حيتْ كانت عيانة بزاف وكانت واقفة غير فبلاصتها مكتحرّكش"، وفق تعبيرها، أما أمها فهربت، قبل أن تتمكن من الإمساك بها، مشيرة إلى أن القطة الناجية في حالة مستقرة، لكنها تعيش في رعب جراء ما مُورس عليها من طرف المشعوذين، وأصبحت تخشى الناس. الدكتور محمد أموراق، الطبيب البيطري الذي تولى إسعاف القطة المتوفاة، بمساعدة طبيبة بيطرية أخرى في الدارالبيضاء، قال إنه عثر داخل بطن القطة الصغيرة بعد تشريحها على أوراق محاطة بشريط لاصق، مرجّحا أن يكون ما عثر عليه سامّا، وأدى مفعوله بعد أن نفذ إلى معدة وأمعاء القطة إلى نفوقها. وجوابا عن سؤال حول الطريقة التي لُقمت بها تلك الأشياء للقطة، أوضح أموراق في تصريح لهسبريس أن الاحتمال الراجح هو أن المشعوذين الذين استغلوها أعطوها مادّة مخدّرة حتى يتسنى لهم خياطة فمها، وقبل ذلك قاموا بحشو فمها بتلك الطلاسم السامة. وتابع المتحدث ذاته بأن القطة بعد استفاقتها من التخدير لم تجد بدّا من التخلص مما هو موجود في فمها، سوى ببلعه، حيث اتضح أنه كان في المراحل الأخيرة من المعالجة داخل جهازها الهضمي قبل أن يتم التخلص منه، لكنها لم تتمكن من طرْحه، ما أفضى إلى وفاتها بعد الشروع في علاجها. وسبق أن حدثت واقعة مماثلة في مدينة سلا قبل بضع سنوات، بعد العثور على قط خيط فمه وفُقئت عينه في حي وادي الذهب، فرّ من بيت مشعوذة، ما دفع بعدد من شبان الحي إلى التهجم على المشعوذة التي استأثرت فعلتها باهتمام الرأي العام الوطني. ونبّه ياسين هروشي إلى أن القطط التي يستغلها المشعوذون ويتم العثور عليها لا تمثل سوى نسبة قليلة، لأن عددا كبيرا من القطط يتم استغلالها دون أن يظهر لها أثر، داعيا إلى توفير الحماية لها، عبر تشديد العقوبات ضد مستغليها. بدورها قالت ابتسام إن حي ميمونة الذي عُثر فيه على القطتين، وحي "ضالاس" بسطات، معروفان باحتضان بيوت تمارس فيها الشعوذة، مضيفة: "المشّة اللي بقات حية جبتها عندي للدار.. ما قدرتش نخليها فحي ميمونة، حيت المشعوذين غادين يرجعو يكملو عليها، حيت الغرض ديالهم هو تموت باش يمارسو الإجرام ديالهم".