قال خبير النيازك عبد الرحمان إبهي إن "النيزك الذي سقط قبل أسبوع في منطقة أفردو نواحي الرشيدية مهم جدا من الناحية العلمية، وهو من النوع CM2، وقشرة الانصهار المحيطة بالنيزك ما تزال سليمة وسوداء"، مضيفا أن قشرة هذا النيزك "تدل على أن سقوطه حديث جدا وعدم خضوعها لتغيير الأرض، مما يجعلها أفضل عينة للدراسات العلمية". وزاد إبهي الذي يرأس متحف النيازك الجامعي، في حديث لهسبريس، متحدثا عن النيزك الذي سقط على بعد 30 كيلومترا من الرشيدية يوم الثلاثاء الماضي على الساعة الثانية بعد الزوال، أن هذا "الكوندريت الكربوني تتجلى أهميته في المعلومات النادرة التي يحتويها حول كيفية تكوين النظام الشمسي، لأنها تظهر كأقدم ترسبات كونية تحتوي على معلومات حول التفاعلات الكيميائية والقوى الفيزيائية التي سبقت تكوين هذا النظام قبل أربعة مليارات وست مائة مليون سنة". وما يميز هذا النوع من النيازك، بحسب الخبير نفسه، هو "وجود حبيبات من غبار النجوم ما قبل الشمس وفي بداية عام 2020 يُظهر تأريخ هذه حبيبات أنه يبلغ من العمر 7 مليارات سنة، ويشير هذا التأريخ إلى أنه كان هناك تشكيل نجمي مكثف في مجرتنا خلال هذا الوقت. كما يشير التركيب النظيري للحبيبات إلى أنها نشأت من مستعر أعظم من النوع الثاني". وأردف صاحب كتاب "النيازك.. لآلئ الصحراء" أن هذا النيزك الذي حج آلاف الناس للبحث عن قطع منه، "يتكون أساسًا من الأوليفين والبيروكسين والبلاجيوكلاز، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الكربون في شكل مركبات عضوية، وهذا هو السبب الذي يجعلها مثيرة كثيرا للاهتمام بغية الدراسة". وأوضح أنه تم "إيفاد طلبة باحثين إلى عين المكان لتتبع مجال توزيع شظايا هذا النيزك، وبالتالي الكشف عن خريطة حقل النيزك المتناثر وكذلك معلومات علمية أخرى من بعثة استكشافية سيشكلها أعضاء مختبر النيازك بجامعة ابن زهر". وزاد: "نأمل أن نحتفظ بقطعة من هذا النيزك في المتحف الجامعي بأكادير بغرض الدراسة". وقد التحق مئات المواطنين من مناطق قريبة من الرشيدية ونواحيها منذ قرابة أسبوع بهذه المنطقة للبحث عن شظايا النيزك أملا في الثراء، بمجرد انتشار خبر رؤية "كرة نارية تسقط من السماء لونها أزرق برتقالي قبل أن تتحول إلى اللون الأحمر، وتضيء المنطقة بأكملها وتتفتت إلى عدة قطع بعد انفجار كبير"، بحسب وصف الباحث في جامعة ابن زهر. كما نشر العديد من صيادي النيازك صورا لقطع وشظايا عثروا عليها أثناء البحث في هذه المنطقة.