قال تقرير حديث ل"يونسيف" إن ثلث طلاب المدارس في العالم، أي 463 مليون طفل، لم يتمكنوا من الوصول إلى التعلّم عن بُعد إثر إغلاق المدارس بسبب جائحة كوفيد-19، كما تأثر نحو 1.5 ملايير طالب من هذا الإغلاق. "يونيسف"، وضمن تقريرها، تحث الحكومات على أن تولي الأولوية لإعادة فتح المدارس على نحو آمن عندما تبدأ بتخفيف إجراءات ملازمة المنازل؛ وإذا تعذّر ذلك تحث على إدماج فرص التعليم التعويضي في خطط استمرارية التعليم وإعادة فتح المدارس، وذلك للتعويض عما فقده الطلاب من تعليم. ورصد التقرير القيود التي ينطوي عليها التعلّم عن بُعد، الذي يكشف عن أوجه تفاوت عميقة في إمكانية الوصول إليه، مؤكدا أن 40 في المائة من التلاميذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير قادرين على الحصول على هذا التعليم، ويقدر عددهم بحوالي 37 مليون طفل، وهي النسبة التي تشمل المغرب. ورغم أن الأرقام الواردة في التقرير تعرض صورة مُقلقة حول نقص التعلّم عن بُعد أثناء إغلاق المدارس، بيد أن "يونيسف" تحذّر من أن الوضع أسوأ كثيراً على الأرجح. وتقول المنظمة ذاتها: "حتى عندما تتوفر التقنيات والأدوات للأطفال في منازلهم فقد لا يتمكنون من التعلّم عن بُعد عبر هذه المنصات بسبب عوامل مُنافِسة في المنزل، بما في ذلك الضغط لأداء أعمال منزلية، أو أن يُجبروا على العمل، أو سوء البيئة المتوفرة للتعلّم، أو نقص الدعم لاستخدام المناهج التعليمية عبر البث الإذاعي والتلفزيوني وشبكة الإنترنت". وقالت المديرة التنفيذية ل"يونيسف"، هنرييتا فور: "ليس ثمة تعلّم عن بُعد بالنسبة لما لا يقل عن 463 مليون طفل ممن تم إغلاق مدارسهم. ويمثل هذا العدد الكبير من الأطفال الذين تعطّل تعلّمهم على امتداد أشهر بطولها أزمة عالمية في التعليم. وستظهر تبعات ذلك على الاقتصاديات والمجتمعات على امتداد العقود المقبلة". وعلى مستوى العالم، ينتمي 72 في المائة من طلاب المدارس غير القادرين على الحصول على التعلّم عن بُعد إلى الأسر المعيشية الأشد فقراً في بلدانهم. أما في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا فيشكل الطلاب من الأسر المعيشية الأشد فقراً 86 بالمائة من الطلاب غير القادرين على الحصول على التعلّم عن بُعد. وعلى مستوى العالم، يعيش ثلاثة أرباع الطلاب الذين لا يحصلون على التعلّم عن بُعد في المناطق الريفية.