انتقلت وزارة الصحة إلى السرعة القصوى في تدبير القفزة الوبائية التي تشهدها العاصمة الاقتصادية للمملكة، حيث دفع الارتفاع الكبير للمصابين الوافدين على المستشفيات إلى تشييد مشافي ميدانية جديدة في بعض عمالات المدينة، قصد استيعاب الأعداد الكبيرة من الحاملين ل"كورونا". وعملت وزارة الصحة على تخصيص مستشفيات ميدانية داخل المراكز الاستشفائية بالقطب المالي، زُودت بمختلف التجهيزات الصحية المطلوبة، إلى جانب الأطقم الطبية وشبه الطبية التي تسهر على إجراء التحاليل المخبرية والتكفل بالمصابين بفيروس كوفيد-19. لذلك، قام والي جهة الدارالبيضاء-سطات، بمعية المديرة الجهوية للصحة والعديد من المتدخلين، بزيارة إلى المستشفيات الميدانية المُحدثة، الإثنين، قصد الاطلاع عن قرب على السياسة الجديدة التي سوف تنتهجها وزارة الصحة مستقبلا بشأن محاربة تفشي الوباء. وفي هذا الصدد، قالت نبيلة الرميلي، المديرة الجهوية لوزارة الصحة بالدارالبيضاء-سطات، إن "الزيارة الميدانية تهم المستشفيات الميدانية التي تعكس التنظيم الجديد للوزارة الوصية على القطاع بخصوص كورونا"، مبرزة أن "كل مؤسسة استشفائية صارت تتوفر على مستشفى ميداني مخصص لعلاج المصابين". وأضافت الرميلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المستشفيات الميدانية سوف تستقبل الحالات المصابة بكورونا، التي توجد داخل النطاق الترابي للمؤسسات الاستشفائية؛ أي تبعا للنفوذ الجغرافي للعمالة"، مستدركة: "سيتكلف طاقم طبي وشبه طبي بإجراء التحاليل المخبرية قصد تدارس حالة كل مريض، حتى يتم التأكد من مدى حمله لأي أمراض أخرى (السكري، الضغط الدموي...)". وبشأن الحالة الوبائية "المقلقة" في العاصمة الاقتصادية، لفتت المسؤولة عينها الانتباه إلى أن "الدارالبيضاء الكبرى هي أكبر مدينة في المغرب، حيث يرتفع معدل انتشار الفيروس بسبب الكثافة السكانية، ما يجعل عدوى الوباء تنتشر بسرعة كبيرة"، خاتمة بأنه "لم تعد بؤر مهنية مثل السابق، بل أصبح الفيروس متفشياً بين الجميع". وتعيش مدينة الدارالبيضاء استنفاراً شاملا طوال الفترة الأخيرة نتيجة الارتفاع غير المسبوق في أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، إذ أرجعت السلطات المعنية الحجر الجزئي ببعض المناطق السكنية. وأشار البلاغ الحكومي إلى أنه تقرر على مستوى المدينة إغلاق شواطئ الدارالبيضاء ودار بوعزة و"بالوما" بعين حرودة، وإغلاق الحمامات بمجموع تراب المدينة. كما تم الإبقاء على إجراءات التشديد التي اتخذت مؤخرا، والتي شملت إغلاق مداخل وأجزاء من حيّين بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، وحي واحد ودوار واحد بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي. وشملت إجراءات التشديد أيضا زقاقين بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، و7 أحياء وشوارع وأزقة بعمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا، و3 أزقة بعمالة مقاطعات ابن مسيك، وحيين بعمالة مقاطعات مولاي رشيد. وهمت الإجراءات المتخذة بهذه المناطق المستهدفة إغلاق المقاهي والمطاعم، بالإضافة إلى المحلات التجارية للقرب والمراكز التجارية الكبرى على الساعة الثامنة مساء، وإغلاق أسواق القرب انطلاقا من الساعة الرابعة مساء، وإغلاق الحمامات وصالونات التجميل، ومنع عرض مباريات كرة القدم بالمقاهي.