تزايدت مخاوف الطلاب والأساتذة من فيروس "كورونا" المستجد في خضم الوضعية الوبائية المقلقة التي تعيشها المملكة خلال الفترة الأخيرة مع دنوّ موعد امتحانات الدورة الربيعية برسم الموسم الجامعي الحالي. ويسود قلق كبير في الأوساط الجامعية بشأن كيفية تدبير الامتحانات بالكليات والمعاهد العليا والمدارس الوطنية، بفعل ارتفاع منحنى الإصابات ب"كوفيد-19" في مجموعة من "المدن الموبوءة" التي تشهد استنفاراً حكوميا منذ أسابيع. وأفادت أطر تدريسية، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، بأنها تفضّل تأجيل الامتحانات المقررة بالجامعات المغربية إلى أكتوبر المقبل، من أجل تفادي بروز "بؤر جامعية" ستزيد الوضعية الوبائية الراهنة تعقيداً. كما اطلعت هسبريس على بعض العرائض الطلابية الموجهة إلى عمداء الكليات، تطالب بتأجيل الامتحانات إلى موعد آخر تكون فيه الحالة الوبائية مستقرة، في ظل الارتفاع غير المسبوق لأعداد المصابين بالفيروس التاجي. ويوجد عشرات الطلاب في المشافي لمتابعة البروتوكول العلاجي إثر حملهم لفيروس "كورونا" المستجد، بينما هناك حالات أخرى قد لا تظهر عليها أعراض المرض؛ الأمر الذي دفع بعض الفاعلين في القطاع إلى دق ناقوس الخطر بشأن خطورة الوضع الصحي القائم. وبناءً على الظروف الصحية التي تمرّ منها البلاد، أعلنت مجموعة من المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح عن إعادة برمجة امتحانات الدورة الربيعية وفق صيغ للتقييم تكون مناسبة للوضعية الراهنة، لافتة إلى أنه سيتم الإعلان عن برمجة جديدة بمجرد اتضاح الرؤية في غضون الأيام المقبلة. وقررت مؤسسات أخرى إلغاء الامتحانات الحضورية وإجراءها عن بعد، خصوصا المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، من قبيل كلية العلوم والتقنيات ببني ملال التي تشبثت بالبرنامج المسطر سابقا، لكن ستجرى الامتحانات بشكل افتراضي. ومن أجل الحرص على صحة الطلاب، عملت الجامعات المغربية على تخصيص مراكز القرب للاختبارات، محليا وإقليميا وجهويا، وذلك لتقليص حركة التنقل بين المدن، حفاظاً على السلامة النفسية والجسدية للأطر التدريسية والطلابية معاً. ومازالت الأحياء الجامعية مغلقة منذ أشهر بسبب تداعيات الطارئ الصحي، ما دفع بالطلبة إلى المناداة بتوفير الظروف الملائمة لاجتياز الامتحانات، من قبيل تعميم مراكز القرب للاختبارات على جميع روافد الجامعات المغربية. يشار إلى أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي-قطاع التعليم العالي والبحث العلمي كشفت عن اتخاذ مجموعة من التدابير لتقليص الحركية والاختلاط داخل الوسط الجامعي، وذلك تفاعلا مع ما تعيشه المملكة من ظرفية استثنائية في ظل جائحة "كوفيد-19". وأورد بلاغ للوزارة أنه "بخصوص الإجراءات المواكبة لاجتياز امتحانات الدورة الربيعية المؤجلة قصد استكمال السنة الجامعية 2019–2020، تقرر إجراء هذه الامتحانات ابتداء من أوائل شهر شتنبر".