لا يزال المخرج المغربي محمد إسماعيل يواصل تلقّيّ العلاجات، بعد أزمة صحّيّة ألمّت به نتيجة تراكم ديونِ ومشاكلِ أحدث أفلامه. فيلم "لامورا" أو "الحبّ في زمن الحرب"، الذي كان يأمل مخرجه أن ينصِفَ ويُكَرِّمَ المغاربة الذين قاتلوا إلى جانب الجنرال فرانكو في الحرب الأهليّة الإسبانية ويسهِم في تغيير أحكام القيمة التي تستبطنها الكلمة الإسبانية ذات الحمولة القدحيّة "مورو"، (هذا الفيلم) لم يخلُ من مشاكله الخاصّة، مِن تأخّرِ سداد مستحقّات مشتغِلينَ به، واتّهامٍ وصل إلى المركز السينمائي المغربي والقضاء وجّهه المخرِج إلى مدير إنتاج فيلمه، وعدم وضوح مصير الشّطر الرّابع من دعمه. وتقول جميلة صديق، زوجة المخرج محمد إسماعيل، إنّ الحالة الصّحية للمخرج مستقرة الآن، ويقدُم الأطباء إلى بيته لاستكمال علاجه، وترويضه، ومتابعة مدى استقرار نسبة السكر في الدم، حتى يجري عملية على القلب. ثمّ تضيف: "لكنّه نفسيا لا يزال لا يُصدِّق ما وقع له". وتزيد المتحدّثة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "لِمشاكل الفيلم علاقة كبيرة بما حدث له، فبعد صرف الشطر الثالث من دعم المركز السينمائي المغربيّ وانتشار الخبر، ومع الديون الكبيرة المتراكمة بسبب الفيلم، اتّصل بنا جميع من أعطاهم شيكات في وقت إعداده؛ في حين أنّ هذا الجزء من الدّعم بالكاد كفانا في دفع مستحقّات الممثّلين والتّقنيّين وبعض مقدّمي الخدمات، وقدّمنا لبعضهم جزءا من دينهم في انتظار دفع الباقي". وتسترسل صديق قائلة: "بعدما سمع النّاس أنّنا قد تسلّمنا الشّطر الثالث من الدعم، توالت اتصالاتهم المتسائلة عن مستحقّاتهم؛ ومنهم من دفع الشيكات المقدّمة كضمانة، لتُصرف. ومع تراكم المشاكل، انهار عصبيّا في البداية، ثمّ جاءته جلطة وسقط على حين غرّة، بسبب وضعه الصّحّيّ". ومن بين هذه المشاكل، تزيد المصرّحة: "مدير للإنتاج قادم من طرف المركز السينمائي المغربي ويحمل بطاقته، لا دراية له بالإنتاج، ولم يحضر بإطلاق إلى أستوديو الإنتاج، وخلق مشاكل بشهادة التقنيين، ونصب على مقدّمي خدمات باسم الفيلم، وكان من المفترض أن يأتي بطاقم العمل، في حين كان في كل أسبوع يأتي بفريق مختلف، وجاء ليختلس من هنا وهناك". وعن مآل شكاية المسؤولين عن الفيلم بمدير الإنتاج، تقول جميلة صديق إنّ المركز السينمائي المغربي قد أخبرهم بسحب بطاقته المهنية، ولا تزال متابعته قضائيا مستمرّة في تطوان، ثم تضيف: "بعد شكايتنا إلى المركز السينمائي المغربي تأخّر صرف الشطر الثّالث، ولكنّنا قرّرنا تحمّل التّبعات، لأنّ هذا غير معقول، ويجب أن يوقف عند حدّه". وتعدّد المتحدّثة في هذا السياق جزءا ممّا تضمّنته الشكاية: "وجدنا أن السيد قد نصب علينا، ونصب على مجموعة من مقدّمي الخدمات، اكترى سيارة، له ولفرد من عائلته، على حساب الفيلم لشهرين بعدما زوّر التّوقيع، واستغلّ ثقة مموّن وفّر لنا الوجبات شفشاون، ونصب عليه في 10 آلاف درهم (...) ومِن التقنيّين من لم يدفع أجوره، ومنهم من لم يدفع أجره كاملا"، ثم زادت مجملة القول: "وضعنا في العديد من المشاكل". وتعود جميلة صديق إلى الصّعوبات الصّحّيّة التي يعاني منها مخرج أفلام ذات صيت واسع؛ من قبيل "وداعا أمّهات" و"وبعد" و"علال القلدة": "وجدنا عناية الأطبّاء والطّاقم الطّبي في مستشفى محمّد السادس بالمضيق، وحتى مدير المستشفى وقف على حالته بنفسه". ثم تزيد: "الإشكال الذي وقع هو أنّ الآلة الخاصّة بالقلب لا توجد بالمستشفى، وكان يحتاج الذّهاب إلى طنجة أو الرباط أو الدارالبيضاء، وثمنها باهظ، وفي هذه الظّروف لا يتوفّر عليه؛ لأنّ ماله كلّه قد صرفه في الفيلم". وهنا تقول صديق: "التمسنا رعاية جلالة الملك، بعدما يئسنا، في غياب تواصل أيّ مسؤول من وزارة الثقافة أو المركز السينمائي المغربيّ، باستثناء مدير قسم دعم الإنتاجات بالمركز". وتحمد المتحدّثة الله على وجود أصدقاء زوجها من المخرجين والمنتجين الذين تواصلوا معها مؤخّرا قائلين إنّهم سيوفّرون كلّ ما يحتاجه، وهم: سعد الشرايبي، وحسن بنجلون، وكمال كمال، بنيونس بحكاني، وجيلالي فرحاتي، ثم تضيف: "وجدنا الخير في أصدقائه، أمّا المسؤولون من وزارة الثقافة والمركز السينمائي فلا أحد سأل، باستثناء مدير مركز دعم الإنتاجات بالمركز الذي سأل عن حاله، بعدما رأى الخبر صدفة على فيسبوك". وفي ختام تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، توجّه زوجة المخرج محمد إسماعيل رسالة إلى المركز السينمائي المغربي، تقول فيها: "لا تحاولوا أن تعرقلوا الشطر الرابع؛ لأن قيمة فيلم "لامورا" 500 مليون، وليس 300 مليون التي منحتُمونَها، ولا يزال السّيّد غارقا في الدّيون، والشّيكات التي قدّمها (...) وإذا حاولتم نزع هذا الشطر ستكون ضربة له، يكفي ما قاساه وعاناه، وهذا فيلم حقبة، وشاهده الناس ويعرفون كم صرف فيه، (...) والفيلم يبرّر مصاريفه، وأُخرِج وفق المعايير العالميّة، وحرمان المخرج من الشّطر الرابع سيكون ضربة قاتلة له".