بدأت تتضح المعالم النهائية للسياجين الحدوديين الفاصلين بين ثغري سبتة ومليلية المحتلين وباقي تراب المملكة المغربية؛ فمع قرب انتهاء أشغال البناء في الأسابيع المقبلة، بدأت الصحف الإسبانية تتناقل حيثيات المجال الحدودي الجديد، حيث أشارت صحيفة "إل كونفيدونسيال" إلى أن السياج المشيد حديثا يتعدى علوه الجدار الفاصل بين المكسيكوالولاياتالمتحدةالامريكية. الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار لفتت الانتباه إلى أن السياجين، الكائنين حول المدينتين الرازحتين تحت التواجد الإسباني شمال المغرب، يتجاوز علوهما الجدار الأمني الذي يتم بناؤه بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمكسيك بمتر واحد؛ وهو المشروع الذي شيده دونالد ترامب بارتفاع 9.1 متر، بينما يبلغ علو السياج الإسباني عشرة أمتار. وأشارت القصاصة الإخبارية إلى أن الفاصلين الحدوديين الجديدين من شأنهما "صد الأعداد الغفيرة للمهاجرين غير النظاميين"، لاسيما المناطق الأكثر عرضة للقفز من لدن "الحراكة"، وأبرز المنبر الإعلامي الإيبيري أن أشغال التشييد توشك على الانتهاء، على الرغم من التأخر الحاصل في الأشهر الماضية، بسبب تداعيات تفشي الطارئ الصحي العالمي؛ ومن ثمة لن يكتمل الجدار الأمني في الشهر المقبل، مثلما هو متفق عليه سلفا، لكن الجهات المسؤولة تتشبث بإخراج مشروع "الحدود الذكية" في حدود الشهرين المقبلين. ومن شأن اعتماد أحدث التقنيات الرقمية في المعابر الحدودية رصد تحركات من يدخل ويغادر معابر سبتة ومليلية؛ والمساعدة أيضا في مواجهة أعداد المهاجرين المرتفعة، لاسيما القاصرين منهم، بحيث سيتمكن المسؤولون عن الأوضاع الأمنية في المنطقتين من معرفة الأشخاص الفارّين بعد المحاولات الفاشلة للعبور، وسيتم وضع أسماء من تحدد هوياتهم ضمن "قوائم سوداء" ستكون في متناول عناصر الأمن. وسيتمكّن النظام الإلكتروني الرقمي من استيعاب قرابة 40 ألف مسح للوجوه في مدينة سبتة، ونحو 85 ألف مسح للوجوه في ثغر مليلية.