من المحطات الأساسية التي ميزت استراتيجية الحقل السمعي البصري المغربي إنشاء قناة "تمازيغت" أو "الثامنة" التي تبث عبر التلفزة الرقمية الأرضية فقط، وهي قناة عامة تعنى بالإعلام والتربية والثقافة والترفيه وغيرها، أحدثت بعد القنوات السبع للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، التي تعتمد جميعها برمجة تعكس تنوع مقومات وروافد الهوية المغربية وتجلياتها الثقافية واللغوية والفكرية والمجالية والاجتماعية. بالإضافة إلى الحضور الأمازيغي في الإعلام الفضائي: إذ الأمازيغية راحت تحجز لها حيزا معتبرا داخل المنظومة الإعلامية المغربية، حتى صار حضورها في مختلف القنوات المغربية لا يمكن الاستغناء عنه، ثم إنه تم فتح جملة من القنوات الفضائية الأمازيغية، في فرنسا، هولندا، الجزائر والمغرب. كقناة أمازيغ تيفي الرقمية بأمستردام، التي تعالج مجموعة من المواضيع التي تشكل جسرا تواصليا بين شرائح مهمة من المجتمع ووطنهم أو خاصة بالديار الهولندية. فبعد أكثر من عشر سنوات من إحداثها، نجحت القناة الأمازيغية في تحقيق أغلب من رهاناتها المتمثلة في الإخبار، والتثقيف والترفيه، كما استطاعت أن تحقق برامج النقاش السياسي والثقافي العمومي والشأن المحلي، كما أنجزت روبورتاجات وبورتريهات وأفلاما وثائقية حول الكثير من المظاهر الثقافية والتنموية، وأبرزت الكثير من الوجوه التي كانت مغمورة وكذا التي اشتهرت في مجالات محدّدة دون أن يعرف الناس أنها وجوه أمازيغية، كالزعماء السياسيين، والبرلمانيين، والأطباء، والمهندسين ورجال الأعمال، والموظفين في مختلف القطاعات والمجتمع المدني، وقد كانت ميزة هذه البرامج، أنها جعلت كل هؤلاء الفاعلين، الذين قلما تسمح لهم ظروف اشتغالهم بتوظيف اللغة الأمازيغية، يقومون بالتعريف بعملهم عبر التوجه بخطابهم إلى جمهور ناطق بالأمازيغية. بهذا كله استطاعت القناة أن تقدم منتوجا متطورا خدمة للجمهور واستجابة لتطلعاته، كما راهنت على مبدأ ترسيخ الأمازيغية لغة وإبداعا في النسيج السمعي البصري الوطني وعلى تحسين المادة الإعلامية والرفع من مستوى الإنتاج وخلق حركية في الهوية البصرية للقناة، وذلك في إطار الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقطب العمومي بشكل عام، وهذا ما يشكل وعيا بالأدوار الاجتماعية والثقافية والمواطنة لهذه المؤسسة الإعلامية التي تعمل بشكل متواصل على تقوية منتوجها الداخلي وذلك بفضل كفاءات شابة وعلى رأسها السيد محمد مماد مدير القناة، تنتمي أغلبها للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة . ومن بين الرهانات التي نجحت القناة في تحقيقها كذلك، مساهمتها إلى جانب قناة العيون والثقافية في التعليم عن بعد في ظل ظروف جائحة كورونا، المرتبطة بداء "كوفيد-19"، في جوانبها الاجتماعية والصحية والاقتصادية. كما توزعت البرامج التي قدمتها القناة بين الوصلات التحسيسية والبرامج والإخبارية. وللتذكير فمنذ يوم 23 مارس 2020 شرعت قناة "تمازيغت" ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى الساعة الثانية عشرة والنصف زوالا. في بث الحصص الدراسية حيث بلغ مجموع ساعات بثها 3900 ساعة؛ فيما بلغ الحيز الزمني المخصص للدروس التعليمية والجامعية 7300 ساعة. وبلغ حجم المدة الزمنية التي بثتها قناة "تمازيغت" أزيد من 800 ساعة. ويأتي هذا الإجراء في إطار المجهودات المبذولة من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية وتمكين التلميذات والتلاميذ من مواصلة تحصيلهم الدراسي عن بعد وكذا تعزيز تغطية جميع المستويات الدراسية.