تواجه الأمريكية المغربية إحسان ليكي منافسة شرسة في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في المقاطعة الرابعة بولاية ماساتشوسيتس، التي يرتقب تنظيمها في الرابع من سبتمبر المقبل. وتعد ليكي أول مهاجرة من أصول مغربية تتمتع بحظوظ كبيرة للظفر ببطاقة الحزب الديمقراطي، في مقاطعة تصنف ديمقراطية؛ إذ إنها في حال استطاعت الظفر بهذه البطاقة، ستكون انتخابات الثالث من نوفمبر المقبل تحصيل حاصل بالنظر إلى ضعف شعبية الحزب الجمهوري في هذه الولاية. لكن الطريق نحو مبنى "الكابيتول" في العاصمة واشنطن لن يكون سهلا بالنسبة لإحسان ليكي، حيث يتنافس مرشحان لشغل المقعد الذي كان باسم عضو مجلس النواب جو كينيدي، الذي قرر عدم الترشح بعد انتخابه لأول مرة سنة 2012 في المجلس. ويعكس المرشحون الديمقراطيون التسعة في هذه المقاطعة تنوع التوجهات في الحزب الديمقراطي خلال السنوات الأخيرة، بين اليسار الذي يطالب بتوفير التغطية الصحية للجميع، ومن يوصفون ب"المعتدلين" (Moderates)، وهو الجناح المسيطر على قيادة الحزب التي تمثلها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تاك شومر. وتتشارك ليكي مع منافستها جيسي ميرمل في عدد من السياسات والتوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ببرامج تقدمية، تتعهد بالعمل على توفير التغطية الصحية للجميع ومواجهة التغييرات المناخية، وكذا تشديد القيود على امتلاك السلاح في الولاياتالمتحدة، وغيرها من السياسات التي يتبناها التقدميون في الحزب الديمقراطي. واستطاعت الشابة المغربية توسيع شعبيتها خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد أن كثفت من تحركاتها مع اقتراب موعد توجه الناخبين نحو صناديق الاقتراع في سبتمبر المقبل، لكن ما يزال أمامها طريق طويل لحسم هذا المقعد. ففي استطلاع أجرته مؤسسة "فريديريك" لاستطلاعات الرأي، تمكنت إحسان ليكي من التقدم بثماني نقاط خلال هذا الشهر، محتلة بذلك المركز الثالث ب 11 في المائة من مجموع الذين تم استطلاع آرائهم، فيما يظهر هذا الاستطلاع احتلال المرشحة بيكي غروسمان للمركز الأول بنسبة 19 في المائة، والمرشح جيك أوتشينكلوز بنسبة 16 في المائة. برامج المنافسين فيما تنحو ليكي نحو اليسار بتبنيها لمطلب إعادة هيكلة أجهزة الشرطة، فإن أبرز منافسيها، بيكي غروسمان، تقدم برنامجا مختلفا يتماشى مع ما تقدمه "المؤسسة الديمقراطية"، أو الديمقراطيون المعتدلون"، برنامج لا يتعهد بإشراف الحكومة الأمريكية على القطاع الصحي، أو تفكيك أجهزة الشرطة. وتتعهد غروسمان بالتحقيق في سلوك عناصر الشرطة، ودراسة كيفية الإنفاق لأجهزة الشرطة، مع زيادة تمويل خدمات الصحة العقلية، وإعادة التأهيل والتكوين، وكذا إنهاء حصانة عناصر الأمن، التي تحصنهم من المتابعة من قبل المواطنين الأمريكيين. وفي السياق ذاته، لا تتصدر قضية التغطية الصحية أجندة غروسمان، لكنها تتعهد بالعمل على إصلاح هذا القطاع، والسماح للحكومة الفيدرالية بالتفاوض مع الشركات لتخفيض أسعار الأدوية، والسماح باستيراد بعض أنواع الأدوية من دول أجنبية ككندا. وبالمقارنة مع إحسان ليكي، فإن غروسمان تمكنت من إضافة نقطتين في الاستطلاع الأخير، مقارنة مع استطلاع آخر نشر في يونيو الماضي، لتصل إلى 19 في المائة، في حين تعد أكثر المرشحين الذين تلقوا تبرعات من قبل رجال الأعمال وشركات، كان أبرزها تمويل عبر "لجنة عمل سياسية" ساهمت فيها "الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين". أما بالنسبة للمرشح جيك أوتشينكلوز، فتربطه علاقات قوية مع عائلة كينيدي، حسب تقرير لموقع "دا انترسبت"، في حين كسب 8 نقاط بالمقارنة مع الاستطلاع السابق، ليتحل المركز الثاني ب 16 في المائة. ويقوم برنامجه الانتخابي بشكل كبير على الجانب الاقتصادي، من خلال التعهد بإقرار سياسات توفر فرصا أكبر للعمل، وتجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية بسبب جائحة كورونا، ووضع حد لاستيراد عدد من المنتجات، خصوصا تلك القادمة من الصين والهند، وذلك عبر إعادة تركيز الإنتاج في الولاياتالمتحدة. وبما أنه من قدماء المحاربين في الجيش الأمريكي، يتعهد أوتشينكلوز بالعمل على تقليص القوات البرية مقابل توسيع نطاق القوات البحرية والجوية، والاستثمار في العمليات الخاصة التي تستهدف الجماعات المتطرفة عبر العالم، وكذا تعزيز العمل الدبلوماسي. وأثار أوتشينكلوز جدلا واسعا في ولاية ماساتشوسيتس، وانتقادات بسبب تدوينة سبق له أن نشرها على حسابه بموقع "فيسبوك" يبرر فيها حرق المصحف، وهذا ما دفعه إلى الاعتذار ووصفه لهذه التدوينة ب"التصرف الصبياني".