اندلعت، أمس الإثنين، شرارة احتجاج جديدة داخل مخيمات تندوف بسبب فشل قيادة جبهة البوليساريو في قيادة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس "كورونا". وتظاهر مئات التجار أمام الكتابة الوطنية لما تسمى "رئاسة الجمهورية" ضد الوضعية الكارثية لقطاعهم، وانعكاسها على ساكنة المخيمات التي تعاني نقصا حادا في مختلف المواد الأساسية والغذائية. وقال "اتحاد التجار الصحراويين"، في بيان بالمناسبة، إن بداية الأشكال الاحتجاجية تأتي "ضدا على السياسة الرامية إلى تكثيف الحصار على التجار وتجويع أبناء شعبنا بالمخيمات ودفاعا عن قوت المئات من الأسر الكادحة". وحمل الصحراويون مسؤولية تدهور الأوضاع في ظل تفشي فيروس "كوفيد 19" إلى إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، وانتقدوا تجاهل قيادة الجبهة لحقوق الصحراويين المحاصرين بين الجوع والوباء. ورفضت قيادة جبهة البوليساريو، وفق بيان التجار، الإنصات إلى مشاكلهم بغية إيجاد حل قبل تفجر الأوضاع، ونددوا بما وصفوه ب"تعنت السلطات واستكبارها، غير آبهة بحقوق شريحة واسعة من المجتمع". وطالب مئات الصحراويين، في البيان ذاته، بتوضيح مصيرهم في ظل تدهور المعيشة بالمخيمات بشكل غير مسبوق، وتساءلوا: "أين يمضي بنا القوم؟.."، ليؤكدوا عزمهم على النضال والتصعيد ضد قيادة جبهة البوليساريو. وكشفت مصادر إعلامية من تندوف أن "الوضعية الاجتماعية باتت قابلة للانفجار في أي وقت بسبب التذمر الشعبي المتنامي من سياسة قيادة البوليساريو التي اختارت لنفسها أبراجا عاجية، بعيدا عن المعاناة اليومية للمواطنين في ظل ظروف اللجوء الصعبة ومضاعفات الحجر الصحي جراء الوباء". المصادر ذاتها انتقدت ما اعتبرته "تراجع الخدمات الاجتماعية والصحية وانتشار مظاهر التسيب والفوضى والمنازعات العائلية على البقع الأرضية، وانتشار السرقات والسطو على المنازل والمحلات التجارية"، في مشهد يندر بانهيار جبهة البوليساريو أمام تداعيات الأزمة العالمية. ودقت منابر إعلامية انفصالية ناقوس الخطر بشأن الوضع في مخيمات تندوف، وأكدت أن المنطقة على أعتاب دخول مرحلة "الفوضى الخلاقة". ويرى مراقبون أن اندلاع الاحتجاجات والفوضى بالمخيمات يأتي في سياق فقدان الثقة في القيادة السياسية، بعد سقوط الحلم الوهمي ببناء "الدولة الصحراوية" وتخلي مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنتظم الدولي عن خيار دعم الانفصال.