الحياة رحلة عنوانها الحب والتيه والعشق والوداع. الوداع لا يحصل إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذي يعشق بروحه وقلبه فمسافر لا يعرف الوداع. أعشقك. نظرت إلى الوجوه.. نظرت إلى الإنسان. سافرت وجلت وجاوزت الجبال ولاقيت الرجال. انتبهت إلى دبيب الحياة وأصخت السمع لموسيقى الأكوان فرأيتك. لذت بالصمت، وواصلت التأمل، فمتى أغدو منه عارفا بوجوه عبادك وكنوز قدرتك؟ يا موجد كل موجود، أنت أقدم من الوجود، أنت رب الوجود. أنت ملاذي وملجئي وأملي، أنت الحب المتجسد في خلجات الفؤاد وألوان الحياة وإيقاعات الصباح والمساء وكل الذرات أنت الحب، أنت الله. أيها الحب الأعظم سبحانك، أنت حي لا تموت، تباركت وتعاليت. سبحانك وغفرانك. إلهي.. هذي الحياة لم يجد بها علي أحد. أنت الجواد الوهاب وإني أحب وأقدس الحياة التي جدت بها علي. أيها الحب الأعظم، إني زاهد في الدنيا وعاشق للحياة بمعيتك وسالك عائد إليك فهل تقبلني في حضرتك؟ أريد اللؤلؤ، فلأغص في أعماق البحر فما على الشاطئ غير الزبد. أيها الحب الأعظم.. عندما أنطلق في بحر الحياة وأغترف منه بقلبي وروحي وإحساسي وبدني وجميع جوارحي، فإني أمجدك وأكافح في سبيلك. إن الأكوان التي تدور في أفلاك ملكوتك مدعاة للصمت والتأمل وأنا أعشق أسرارك وعلومك اللامتناهية وعجائب قدرتك، أيها الحب الأعظم. أنت النور الذي أرى به العالم، فأرى ذاتي الساكنة في محيطات إشراقاتك وتجلياتك وفيوض رحماتك وأنوارك وتجلياتك. أيها الحب الأعظم، السفر إليك رجوع إلى فطرتك التي فطرت الناس عليها مذ أوجدت الوجود من العدم. أيها الحب الأعظم، الحياة من كشوفات ملكوتك، فلأشرب منها لأروي عطشي الأسطوري والوجودي إليك. تباركت وتعاليت وتقدست صفاتك وأسماؤك وأوصافك أيها الحب الأعظم. إنك تشرق علي في كل حين وبنورك أرى العالم. أيها الحب الأعظم، إن أسرارك لا تنتهي وأنا مسافر إليك وآفاقك لا تحد وعطاياك لا تنقضي وعجائبك لا تنضب. أرني أنظر إليك أيها الحب الأعظم.. لك الحمد عدد النجوم والكواكب وحبات الرمال وزبد البحر وذرات الكون وعدد أنفاس الخلائق. تباركت وتعاليت يا قريبا غير بعيد يا منقذ الغرقى يا حبيبي يا لطيف يا رحمان يا رحيم. أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم وصفاتك العليا وقدسك وأنوارك وتجليات إشراقاتك أن تغسل ذنوبنا ولو كانت عدد حبات الرمل وزبد البحر، وأن ترزقنا وتفيض علينا من عطاياك ونعمك وعلومك وأسرارك. يا الله، يا الله، يا الله، يا حي يا حي يا حي، يا قيوم، يا بديع، أيها الحب الأعظم. *خبير التواصل والتنمية الذاتية