حركة الشوارع في "بلاد تودغى" غريبة، أقلّ مما هو معتاد في هذا الوقت من السنة، حيث تكون الشوارع الكبرى غاصّة بالسكان، بفعل توافد الجالية المقيمة في الخارج على المدينة، بالموازاة مع عودة أبنائها المهاجرين؛ لكن يبدو أن الجائحة أثّرت على حركة المواطنين حالياً. ويحلّ عيد الأضحى، هذه السنة، في ظروف استثنائية؛ فعلى الرغم من تعكير "كورونا" لأجواء الاحتفالات التي تسبق الشعيرة الدينية، فإن قاطني "جوهرة الجنوب الشرقي" يحاولون الاحتفال بالعيد، عبر الحرص على اللمّة العائلية التي تمتاز بها القبائل الأمازيغية في المنطقة. وإن أجبرت التداعيات الصحية مغاربة الخارج المتحدرين من تنغير على البقاء في بلدان الإقامة، فإن أبناء المدينة المتوزعين على الحواضر الكبرى أصرّوا على عدم تفويت قضاء المناسبة الدينية مع الأقارب، لا سيما أنها تتسم بطقوس وعادات متوارثة بين الأجيال عبر التاريخ. ويتجسد الارتباط الوثيق لأبناء المدينة المقيمين بمدن أخرى في "تحدّي" قرار السلطات المغربية، القاضي بمنع التنقل من وإلى بعض المدن، حيث اضطرت الأسر إلى "الهروب" من المدن المغلقة؛ ما تسبّب في اكتظاظ شديد بالطرق الوطنية الرابطة بين ورزازات وتنغير، أو بين الرشيدية وتنغير. إلى ذلك، أفاد محمد، أحد القاطنين في المدينة، بأنه "اضطر إلى الفرار من مدينة الرباط بعيد قرار السلطات المغربية، قصد قضاء عطلة العيد مع الأهل والأحباب"، موردا أنه "أمضى أزيد من 15 ساعة من أجل بلوغ مدينة تنغير، بالنظر إلى الازدحام الهائل في الطرقات الوطنية". بدوره، أكد إبراهيم، المقيم في منطقة "أمسمرير"، أن "دواوير الجماعة مازالت محافظة على نمط الاحتفال خلال السنوات الأخيرة، ولم تمنع أزمة كورونا المواطنين من الحفاظ على اللمّة العائلية"، ثم زاد مستدركا: "التجمعات البشرية قائمة، والطقوس الاجتماعية لم تتغير في زمن الوباء". وشدد محدّثنا على أن "المهاجرين حرصوا أشدّ الحرص على العودة إلى القرى المجاورة، من أجل قضاء مناسبة عيد الأضحى مع الأسرة الكبيرة"، مبرزا أن "الأجواء في الجبال مختلفة عما تعيشه المدن، حيث يغيب الفيروس هنا؛ ما يجعل حياة السكان عادية.. ومن ثم، فإن العيد سيمرّ على غرار السنوات الماضية".