بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات، نظمت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومختلف الفاعلين المشتغلين في قطاع تنمية النسيج التعاوني في المغرب، الجمعة الماضية، ندوة رقمية تناولت موضوع "نماذج سوسيو اقتصادية أكثر ابتكاراً ومرونة". وقد شارك في الندوة 200 شخص، عبر ورشات عديدة، يمثلون مؤسسات ومراكز بحث وتعاونيات فلاحية واقتصاديين ومهندسين زراعيين وخبراء علميين، طرحوا أفكاراً حول ضرورة اعتماد نماذج للتعاونيات تصمد أمام الأزمات. وقالت فتيحة شرادي، مديرة السوق المحلية والتنمية الفلاحية بالمجمع الشريف للفوسفاط، في كلمة افتتاحية، إن المجموعة ملتزمة بقوة إلى جانب المنظومة بأكملها من أجل تطوير النسيج التعاوني نحو نماذج سوسيو اقتصادية مبتكرة وأكثر مرونة. من جهته، قال يوسف حسني، المدير العام لمكتب تنمية التعاون، إن التعاونيات تلعب دوراً مهماً في خلق مناصب الشغل، حيث انتقل عدد التعاونيات من 4895 إلى 27262 تعاونية ما بين 2005 و2019، وتمثل التعاونيات العاملة في قطاع الفلاحة حوالي 65 في المائة. وذكر حسني أن تحليل وضعية القطاع التعاوني يكشف عدداً من نقاط الضعف؛ من بينها القدرات المحدودة في تدبير المشاريع، وضعف المستوى التعليمي، وصعوبات الوصول إلى آليات التمويل والتسويق. أما نقاط القوة فتتمثل في الإجماع الدولي على الدور الذي لا غنى عنه للقطاع التعاوني في التنمية السوسيو اقتصادية للبلدان، إضافة إلى الإطار القانوني المشجع والأطر ذات الكفاءة العالية التي توفر مواكبة للتعاونيات. وتطرقت إحدى ورشات الندوة إلى دور مواكبة التعاونيات لتسويق منتجاتها المجالية، كما تم استعراض تجربة السوق التضامني بمدينة الدارالبيضاء الذي حقق رقم معاملاتها منذ افتتاحه إلى غاية 30 يونيو المنصرم حوالي 120 مليون درهم. وشارك في ورشات الندوة مُمثل عن مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، حيث قدم برنامج "المستثمر القروي" الذي يتيح تمويلات تصل إلى 1,2 مليون درهم لدعم المبادرة المقاولاتية، سواء في المدن أو القرى. وتم استعراض برنامج "المثمر" ضمن ورشات الندوة كبرنامج مبتكر ومندمج من أجل تقوية قدرات التعاونيات من خلال التكوين المستمر ودعم التجهيز والتشبيك، إضافة إلى المشاركة في المعارض ودعم تحسين الهوية البصرية والولوج إلى السوق. وتم إطلاق برنامج "المثمر" في شتنبر من سنة 2018، وهو يقدم عرضاً متنوعاً من الخدمات يضم حلولاً مبتكرة ومشخصة من أجل مواكبة الفلاحين وخصوصاً الصغار، ويرتكز البرنامج على الترويج لأفضل الممارسات الزراعية والتقنية والحكامة، وخصوصاً التسميد المعقلن الذي يعتبر رافعة أساسية من أجل تحسين الإنتاجية والحفاظ على الموارد الطبيعية. كما يضم برنامج "المثمر" منتجات وحلولا وخدمات فلاحية، من تحليل التربة إلى منصات التطبيق وصولاً إلى المتابعة والمواكبة، كل ذلك يتم توفيره لفائدة الفلاحين والتعاونيات الشبابية والنسائية في القرى.