حطّت آلية "المثمر المتنقل"، لمجموعة المجمع الشريف للفوسفاط (OCP)، في محطتها السابعة الرحال بجماعة ولال التابعة لإقليم مكناس، اليوم الأربعاء، للقاء مئات الفلاحين لتشجيعهم على أفضل الممارسات الزراعية على مدى ثلاثة أيام. وتُواكب آلية "المثمر المتنقل" المُخصصة للأشجار المثمرة، برنامج التنمية الذي يُشرف عليه المهندسون الزراعيون لمجموعة "OCP" بهدف تشجيع أفضل الممارسات الزراعية من أجل فلاحة مُثمرة ومستدامة. وقالت مجموعة "OCP" إن هذه الآلية تُعبر عن التزامها تُجاه الفلاحين المغاربة، بحيث ستُساهم هذه المرحلة في توسيع نطاق البرنامج ليشمل زراعات أخرى إلى جانب الزيتون، مثل النخيل والتفاح، إضافة إلى إدماج أقاليم جديدة منها إيموزار كندر، ميدلت، كلميم، زاكورة وكرسيف. وتستهدف نسخة 2019-2020 من آلية المثمر المتنقل ثلاث زراعات هي الحبوب والقطاني، والأشجار المثمرة والخضروات. وسيتم في المجموع استهداف 28 إقليماً، أي 180 منطقة ذات إمكانيات كبيرة عبر تراب المملكة، وهو ما سيمكن من الوصول إلى ما لا يقل عن 10000 فلاح. وخلال السنة الجارية، ستتم مواكبة أكثر من 4000 منصة تطبيقية من طرف فرق المثمر، منها 1135 مخصصة لأشجار الزيتون، كما سيتم القيام بأكثر من 10000 تحليل للتربة مع تعبئة المئات من المهندسين الزراعيين لمجموعة "OCP" في جميع المراحل. وقال ابراهيم بوكريم، مُنسق جهوي بآلية المثمر المتنقل، إن المحطة السابعة تستقبل فلاحي منطقتي الحاجبومكناس، خصوصاً الصغار منهم، بهدف نشر التقنيات الزراعية وتقوية قدراتهم لاعتماد مسار تقني معقلن في جميع مراحل الزراعة. وأشار بوكريم، في تصريح لهسبريس، إلى أن الهدف من هذه اللقاءات مع الفلاحين هو رفع وتحسين إنتاجية زراعة الزيتون لما لها من أهمية في منطقة سايس. ويستفيد الفلاحون من عدة ورشات تهم كيفية أخذ عينات التربة، وهي مرحلة مهمة في التسميد، إضافة إلى المختبر المتنقل لمعرفة نتائج التحليل، والحصول على توصيات الخبراء المتخصصين، حسب كل حاجة. "الهدف هو أن يفهم الفلاح أرضه بطريقة علمية مضبوطة ويعرف نوع الأسمدة المطلوبة والكمية اللازمة وتاريخ استعمالها"، يقول بوكريم الذي أكد أيضاً أهمية التطبيق الهاتفي الذي أطلقه برنامج المثمر لمواكبة مستمرة للفلاحين. وأوضح بوكريم أن المحطة السابعة لآلية المثمر في مكناس تستهدف 350 فلاحاً طيلة ثلاثة أيام، ناهيك عن استهداف الآلاف عبر ورشة "سولونا نجاوبوكم" التي تُنقل مباشرة عبر الأثير بمشاركة خبراء ومهندسين زراعيين. من جهته، قال عبد السلام بشطي، رئيس تعاونية أوليا بطيط بإقليم الحاجب، إن قافلة المثمر توفر معلومات مهمة للفلاحين من خلال المعطيات التي يوفرها الخبراء في مختلف الورشات. وأضاف بشطي، في تصريح لهسبريس، أن تحاليل التربة التي تجرى في إطار قافلة المثمر تجعل الفلاحين على اطلاع بما يلزم استعماله من أسمدة لإغناء التربة، وبالتالي رفع الإنتاجية. رفع المردودية وتسعى آلية "المثمر" لتمكين الفلاحين المغاربة من الرفع من مردودية وجودة المحاصيل بفضل المسار التقني للزراعات وتبني النهج العلمي القائم على توفير التغذية المتوازنة، إضافةً إلى تدعيم القدرات وتبادل المعلومات مع إدماج مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية، وخاصة النساء القرويات والشباب. كما تتضمن محطات آلية المثمر المتنقل تنظيم عروض توضيحية لمساعدة الفلاحين لاستعمال التطبيق الجديد للنصائح الفلاحية "@tmar". وقد أطلقت مجموعة "OCP" هذا التطبيق، الذي يعتبر أداةً رقميةً جديدةً تُوفر الدعم التقني للفلاحين، لتمكينهم من اتخاذ القرارات الجيدة في الوقت المناسب، وهي تضم ست خدمات تشغيلية هي التتبع الحقلي، تركيبتي "NPK"، محاكي الربحية، الطقس، معلومات الأسواق ودكتور النباتات. وترتكز باقة الخدمات المقدمة على مفاهيم ونماذج تكنولوجية متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وصور الأقمار الصناعية، والعديد من المحاور التي تُمكن من تقديم توصيات على المقاس لكل فلاح حسب احتياجاته. كما يهدف تطبيق "@tmar"، الذي تم تطويره مع ومن أجل الفلاحين، إلى إتاحة المعلومات العلمية للجميع مع تسهيل اتخاذ القرارات المرتبطة بالأنشطة الفلاحية، خاصة من الناحية التقنية، الزراعية والاقتصادية، ويمكن تحميل التطبيق مجاناً عبر "Google Play" و"App Store". حصيلة المثمر منذ إطلاقه في شتنبر 2018 استهدف برنامج المثمر في نسخته الأولى ثلاث زراعات رئيسية هي الحبوب والقطاني، الخضروات، وأشجار الزيتون. وقد جابت الآلية مختلف مناطق المغرب لمقابلة الفلاحين، حيث استهدفت أكثر من 160 منطقة في حوالي 28 إقليماً عبر تراب المملكة، وبلغ مجموع المستفيدين أكثر من 10000 فلاح، بما في ذلك حوالي 1000 امرأة، من المواكبة. كما مكن "المثمر" من متابعة ما لا يقل عن 2000 منصة تطبيقية، منها 1000 للخضروات والقطاني، 7000 لأشجار الزيتون و300 لزراعة الخضروات. وبفضل تعبئة العشرات من الخبراء والشركاء الموزعين، تم تنظيم أكثر من 10000 جلسة للإرشاد الشخصي مع الخُبراء في عين المكان. ويتم تنفيذ برنامج "المثمر" في إطار نهج تشاركي مع مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي، خاصة وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والائتلاف العلمي الوطني، والفاعلين المحليين، إضافة إلى مُوزعي وبائعي الأسمدة. وترتكز آلية المثمر على الفلاح باعتباره فاعلاً حقيقياً للتغيير، بالإضافة إلى النهج العلمي الذي يعتبر رافعةً أساسيةً من أجل فلاحة مثمرة ومستدامة.