بعيدا عن واشنطن لليلة واحدة، أشاد دونالد ترامب، أمام جبل راشمور العريق، بالولاياتالمتحدة "الاستثنائية" ودان "العنف والفوضى" اللذين تسببت فيهما التظاهرات المناهضة للعنصرية، كما تحدث باقتضاب عن وباء كوفيد-19 في بلد قلق. وحضر الرئيس الأمريكي، الذي يواجه انتقادات حادة لإدارته الوباء، عشية العيد الوطني في الرابع من يوليوز، ألعابا نارية وألقى خطابا قاسيا جدا في منطقة مؤيدة له. وتحدث الملياردير النيويوركي أمام تماثيل حفرت في الصخر لأربعة من الرؤساء السابقين أشاد بهم طويلا، وهم جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وتيودور روزفلت وأبراهام لينكولن. وتحت سماء صافية وأمام حشد يردد "أربع سنوات أخرى"، وكان عدد الذين وضعوا فيه أقنعة قليلا جدا، قدم ترامب نفسه قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية على أنه المدافع عن "سلامة" بلده. وقال: "سنقول الحقيقة كما هي، وبدون أن نعتذر: الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أكثر بلد عادل واستثنائي وُجد على الأرض". وفي أوج جدل حول رموز تاريخ البلاد وبينما يقوم متظاهرون مناهضون للعنصرية بإسقاط تماثيل جنرالات من الكونفدرالية، دان ترامب "حملة تهدف إلى محو تاريخنا وإلغاء قيمنا وأدلجة أطفالنا". وأضاف أن "الفوضى العنيفة التي رأيناها في شوارعنا ومدننا (...) هي نتيجة سنوات من الأدلجة القصوى والانحياز في التعليم والصحافة وغيرها من المؤسسات الثقافية". وكان موت الرجل الأسود جورج فلويد اختناقا، بعدما أوقفه شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 ماي المنصرم، أثار موجة من التظاهرات التي تخللت بعضها أعمال عنف غير مسبوقة منذ المسيرات الكبرى لحركة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي. "لن نسكت" وعد ترامب، الذي يواجه انتقادات أيضا بسبب إدارته للتظاهرات، بألا يمس جبل راشمور وبأنه لن يلغي الشرطة أو حق حيازة السلاح. وقال: "إنهم يريدون إسكاتنا؛ لكننا لن نسكت"، مؤكدا أنه "حان الوقت للتحدث بصوت عال وقوي وللدفاع عن سلامة بلدنا". وأضاف أن "الأفضل قادم"، ووعد بإقامة "حديقة واسعة لوضع تماثيل أعظم الأمريكيين". وشكر ترامب باقتضاب الذين "يعملون بلا كلل لقتل فيروس" كورونا المستجد؛ لكنه لم يذكر أكثر من ذلك بشأن ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، الذي سجل رقما قياسيا بلغ 57 ألفا في يوم واحد الجمعة. وكان أنطونيو فاوتشي، مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية، حذّر من أن ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 مجددا في جنوب البلاد وغربها "يعرض كل البلاد للخطر". وكتب ترامب، في تغريدة، الخميس، أن الارتفاع سجل لأن "فحوصنا واسعة جدا وجيدة جدا"، ووصف ذلك ب"النبأ العظيم". وارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون لفحص في الولاياتالمتحدة بشكل كبير؛ لكن خبراء الصحة يؤكدون أن المعدل ما زال قليلا بالمقارنة مع عدد السكان وما زال بعيدا عن دول أخرى، مشيرين إلى أن ذلك لا يفسر ارتفاع عدد الإصابات. كما يشيرون إلى أن عدد الوفيات يميل إلى الارتفاع في الأسابيع المقبلة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات. من جهته، أرجأ مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، رحلة إلى ولاية أريزونا خلال الأسبوع الجاري بعدما ظهرت أعراض كورونا على عدد من حراسه التابعين للخدمة السرية المكلفة حماية الشخصيات؛ بينما بدأ هو وعدد من الجمهوريين يشددون على أهمية وضع الأقنعة الواقية. من جهة أخرى، شخصت إصابة صديقة دونالد ترامب جونيور، النجل الأكبر للرئيس، بمرض كوفيد-19 على ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". وتعتبر كيمبرلي غيلفويل، المحامية ومقدمة البرامج السابقة في محطة "فوكس نيوز"، من المسؤولات الرئيسيات عن تمويل حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية. وقد ثبتت إصابتها بعد فحص روتيني يجرى على كل شخص يمكن أن يكون على تواصل مباشر مع الرئيس. ووضعت غيلفويل (51 عاما) في الحجر فورا، وفق ما أضافت الصحيفة. ولقي ترامب، الذي رافقته زوجته ميلانيا، ترحيبا حارا في ولاية داكوتا الجنوبية التي فاز فيها بسهولة في 2016. لكن راندي زيلر، رئيس الحزب الديمقراطي في الولاية، قال، لشبكة "سي إن إن"، إن الاحتفالات المخطط لها تطرح العديد من المشاكل، موضحا أنها مهينة للأمريكيين الأصليين الذين يعتبرون الأرض مقدسة. وأشار زيلر إلى خطر اندلاع حريق بسبب الألعاب النارية في المنطقة شديدة الجفاف، وقال إن خطر الفيروس حقيقي. * أ. ف. ب