مازالت أعداد المصابين بفيروس كورونا تواصل الارتفاع في أغلب الولاياتالأمريكيةالمتحدة، ووصلت إلى معدلات قياسية لم تسجلها من قبل. وتجاوز عدد المصابين عتبة المليوني و600 ألف حالة حسب جامعة الموقع العالمي "ورلدميتيرز"؛ فيما تجاوز عدد الوفيات 128 ألف حالة وفاة، في حصيلة هي الأكبر في العالم. إلى جانب ذلك، فقد تجاوز عدد الاختبارات التي أجريت في الولاياتالمتحدة منذ انتشار "كوفيد 19" عتبة 32 مليون اختبار، في حين يصل عدد المتعافين إلى مليون و82 ألف مصاب تعافوا من الفيروس. ناقوس الخطر وفي وقت يؤكد البيت الأبيض أن الوضع الوبائي في البلاد "متحكم فيه"، إلا أن الأرقام الأخيرة لعدد الإصابات تبرز غير ذلك، مسجلة ارتفاعا صاروخيا. خلال يوم السبت لوحده سجلت الولاياتالمتحدة أكثر من 45 ألف إصابة جديدة بالفيروس، بعدما كان المعدل اليومي خلال الأسابيع الماضية يقدر ب 20 ألف حالة يومية، وهو المعدل الأدنى منذ مارس الماضي. وأعلنت 30 ولاية أمريكية تسجيلها ارتفاعا في أعداد الإصابات الجديدة خلال الأسبوع الجاري، وهي الموجة الأكبر منذ أبريل الماضي. وتعتبر ولايات كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا أكثر الولايات التي سجلت أرقاما قياسية خلال الأيام الأخيرة، إذ بلغ عدد الحالات في كاليفورنيا، أكبر ولايات البلاد، 211.279 إلى حدود مساء السبت، لتحتل بذلك المركز الثاني بعد ولاية نيويورك (أزيد من 415 ألف حالة). أما ولاية تكساس جنوب البلاد فأعلنت هي الأخرى تسجيل أرقام غير مسبوقة، بعد تجاوز عدد الحالات اليومية الجديدة عتبة 5000 حالة، حسب الحكومة المحلية للولاية، إذ تجاوزت الحالات المسجلة 148 ألف حالة؛ فيما بلغ عدد الوفيات 2406 وفيات، ما دفع السلطات المحلية إلى إغلاق الحانات في محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس. وأعرب حاكم تكساس، كريك أبوت، في حوار مع موقع "تكساس تريبون"، عن ندمه على اتخاذ قرار الحانات، موردا: "إذا كان بإمكاني العودة لقمت بإغلاقها من أجل الحيلولة دون انتشار الفيروس". ولا يختلف الوضع كثيرا في ولاية فلوريدا، حيث تجاوز عدد حالات الإصابة ب"كوفيد 19" أكثر من 143 ألف حالة، حسب وزارة الصحة في الولاية، بعد أن كانت من أولى الولايات التي تخفف قيود الحجر الصحي، ما جعلها تعود من جديد لفرض هذه القيود. في المقابل، تمكنت 10 ولايات من "تسطيح منحنى" تطور الحالات الجديدة، كما هو الحال بالنسبة لفيرجينيا وميريلاند والعاصمة واشنطن، رغم أنها شهدت احتجاجات واسعة على خلفية وفاة المواطن جورج فلويد. عودة مبكرة وأعلنت جميع الولاياتالأمريكية تخفيف قيود الحجر الصحي بداية من منتصف أبريل الماضي، رغم تحذيرات "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، لكن نتائج هذه العودة كانت وخيمة على عدد من الولايات التي عرفت ارتفاعا كبيرا في عدد الحالات الجديدة، ما دفعها إلى العودة إلى نقطة الصفر كما هو الحال بالنسبة لولايتي تكساس وفلوريدا. وفي هذا السياق، قال انتوني فاوتشي، رئيس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، هذا الأسبوع، إن "البلاد تواجه مشكلة خطيرة"، مشددا على أن "ما يحدث في منطقة واحدة يمكن أن يكون له تأثير في نهاية المطاف على مناطق أخرى". وربط فاوتشي بين الارتفاع الأخير وتخفيف قيود الحجر الصحي بشكل مبكر، وكذا عدم اتباع الأمريكيين توجيهات الوقاية الصحية التي أوصت بها "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، قائلا: "لدينا مسؤولية فردية، ولدينا مسؤولية مجتمعية، لأنه إذا أردنا إنهاء هذا التفشي فعلينا أن ندرك أننا جزء من العملية." في المقابل، لا يلتفت كثيرا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لهذه التحذيرات، إذ أرجع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة في البلاد بحجم بالاختبارات التي أجريت، والتي يفوق عددها إلى حدود الأحد 32 مليون اختبار في مختلف الولاياتالأمريكية. وفيما أكد ترامب في عدة مناسبات تحكم بلاده في انتشار الفيروس، اختار إطلاق حملته الانتخابية عبر مهرجان خطابي في ولاية أوكلاهوما، وهو أول خطاب له منذ بداية مارس الماضي، متجاهلا التحذيرات من إمكانية تسبب هذا التجمع في انتشار "كوفيد 19"، خصوصا أن هذه الولاية عرفت هي الأخرى ارتفاعا ملحوظا لعدد الإصابات الجديدة خلال الآونة الأخيرة.