أعلنت 21 ولاية أمريكية خلال الأسبوع الجاري تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، بعد أن خففت من إجراءات الحجر الصحي، وأعطت الضوء الأخضر لجل القطاعات الاقتصادية للعودة إلى العمل. وتعد ولايات فلوريدا وأريزونا وتكساس من أبرز هذه الولايات، إذ سجلت أرقاما قياسية لأعداد المصابين الجدد ب"كوفيد 19"، ما يفتح الباب أمام موجة جديدة لانتشار الوباء، خصوصا أن ولاية أريزونا كانت من أقل الولايات تسجيلا للإصابات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتجاوز عدد المصابين بكورونا بالولاياتالمتحدة إلى حدود مساء الأربعاء عتبة مليونين و148 ألف مصاب، في حين أن عدد الوفيات وصل إلى 117301 حالة وفاة، حسب المعطيات التي نشرها مركز تتبع فيروس كورونا التابع لجامعة "جونز هوبكينز". ناقوس خطر موجة ثانية ظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في ولاية واشنطن بالشمال الغربي للولايات المتحدة، قبل أن ينتشر بعدها في ولاية كاليفورنيا؛ لكن الانتشار الأكبر كان في ولاية نيويوركوالولايات المجاورة لها كنيوجرزي وكونيكتيكت. لكن نيويورك بعد ذلك تمكنت من خفض عدد الإصابات، قبل أن تصبح ولايات أخرى كإلينوي وفلوريدا وتكساس أبرز "المناطق الساخنة" لانتشار الوباء. وحسب "جونز هوبكينز" فإن ولاية فلوريدا سجلت معدلا قياسيا لعدد الإصابات في اليوم الواحد، بعد أن بلغ هذا العدد 2783 حالة جديدة هذا الأسبوع، في حين أن هذه الولاية كانت تسجل أرقاما متدنية حتى مطلع الشهر الجاري، إذ سجلت في الفاتح من يونيو 674 حالة جديدة، قبل أن يتضاعف هذا العدد بشكل مضطرد. أما بالنسبة لولاية أريزونا فشهدت هي الأخرى ارتفاعا واضحا في عدد الحالات المسجلة، فرغم أنها كانت من أقل الولايات تضررا من انتشار الفيروس إلا أن عدد الإصابات انتقل من معدل 300 حالة يومية بداية ماي المنصرم ليصل إلى 2341 الإثنين الماضي؛ ويعد هذا الرقم الأعلى منذ بداية انتشار "كوفيد 19" في الولاياتالمتحدة. ولا يختلف الوضع كثيرا في ولاية تكساس جنوب البلاد، إذ سجلت هي الأخرى 3358 حالة جديدة مطلع الأسبوع الجاري، وهذا رقم قياسي جديد، بعد أن كان أكبر عدد للحالات اليومية الجديدة لا يتجاوز 1500 خلال ماي المنصرم؛ وهذا ما يعني أن هذا العدد تضاعف في أقل من شهر. وإلى جانب هذه الولايات الثلاث، تسير ولايات أخرى في الاتجاه نفسه، خصوصا ولايات ألاباما وأوريغون وكارولينا الجنوبية، بالإضافة إلى أوكلاهوما. في المقابل، سجلت ولايات أخرى انخفاضا ملحوظا في عدد حالات الإصابات بالفيروس خلال الأسابيع الأخيرة، كما هو الحال بالنسبة لولايات نيويورك وفيرجينيا وميريلاند، والعاصمة واشنطن ديسي. الأقليات الأكثر تضررا وإذا كانت الاحتجاجات الحالية التي تشهدها مختلف الولايات والمدن الأمريكية تدعو إلى مناهضة العنصرية والتمييز العرقي في البلاد فإن بعض الأقليات العرقية كانت الأكثر تضررا من انتشار وباء كورونا، سواء تعلق الأمر بأعداد المصابين أو الوفيات. وكشفت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)" أن أقلية السود كانت من أكثر الأقليات تضررا من انتشار كورونا، إذ سجلت نسبة 21 في المائة من مجموع حالات الإصابة بالفيروس في الولاياتالمتحدة. في المقابل، تورد معطيات مكتب الإحصاء الأمريكي أن نسبة السود في الولاياتالمتحدة سنة 2018 قدرت ب 13.4 في المائة من مجموع الأمريكيين. وفي السياق ذاته، كشف "CDC" أن فئة اللاتينيين أو المواطنين الأمريكيين من أصول إسبانية تعد هي الأخرى من أكثر الفئات تضررا، إذ تشكل 33.5 في المائة من مجموع الإصابات المسجلة ب"كوفيد 19"، في حين تشكل نسبة 18.3 في المائة من المجتمع الأمريكي. ونشر نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، مقال رأي في جريدة "وول ستريت جورنال"، استبعد فيه إمكانية وجود موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا، قائلا إن "القلق من وجود هذه الموجة مبالغ فيه" وإن "الولاياتالمتحدة انتصرت على الفيروس". لكن مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، عارض هذه الفكرة، وشدد في مقابلة مع الجريدة ذاتها على أن "البلاد مازالت في الموجة الأولى من انتشار الفيروس"، معتبرا أن "الحديث عن موجة ثانية ليس دقيقا".